الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


العقلي أبدا لكنه قد يكون له العلم به وبمرتبته من غير أن يكون له أثر فيه وهو الذوق وقد يوهب السكر العقلي ابتداء ذوقا فلا يتمكن له أن يكون له ذوق في السكر الطبيعي لكن قد يتنقل إلى السكر الإلهي ذوقا فيزول عنه حكم السكر العقلي ذوقا وحالا ويبقى له العلم به من طريق الذوق لأنه قد تقدمه ذوقه قبل أن ينتقل فهكذا هو الأمر في سكر أهل الطريق في الإلهيات وأما في غير الإلهيات فقد يمكن أن يجمع بين السكرين في الصورة وإذا حققت الأمر فيه وجدته على خلاف ذلك فإنه قد يتخيل في الإنسان أنه إذا علم شيئا فهو صاحب ذوق له وليس الأمر كذلك فإن الذوق لا يكون إلا عن تجل والعلم قد يحصل بنقل الخير الصادق الصحيح فهكذا فلتعرف طريق الله يا ولي فقد أعطيتك ميزان الأمور في هذه المقامات وأريتك مستندها وما تجد هذا البيان في غير هذا الكتاب في كلام هذه الطائفة إلا أن تكون إشارات منهم إلى ذلك في بعض ما ينقل عنهم فإنهم عالمون به ضرورة إذا كانوا أصحاب ذوق وهم أصحاب ذوق إذ لا يكون منهم إلا من هو صاحب ذوق فالطبع يشهده فيسكر والعقل يشهده فيسكر والسر يشهده فيسكر ولا تجتمع هذه الإسكارات أبدا لا حد في وقت واحد وإن كان الكل من أهل الل

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

الصحو يأتي بعين العلم والأدب *** إن لم يكن صيلما للحكم والسبب‏

ووارد الصحو أقوى عند طائفة *** من وارد السكر إذ يغني عن الطرب‏

واللهو تحيا به كل النفوس وما *** في وارد الصحو من لهو ومن لعب‏

لذاك قواه أقوام وأضعفه *** قوم وعندي فحكم الوقت للنسب‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أن الصحو عند القوم رجوع إلى الإحساس بعد الغيبة بوارد قوي واعلم أنهم قد جعلوا في حد السكر أنه وارد قوي وكذلك الصحو أنه وارد قوي وما قالوا إنه أقوى وذلك أن المحل الموصوف بالسكر والصحو لهذين الواردين مع استوائهما في القوة فيتمانعان بل وارد السكر أولى فإنه صاحب المحل فله المنع ولكن لا يتمكن لورود وارد على محل إلا بنسبة واستعداد من المحل يطلب بتلك النسبة أو الاستعداد ذلك الوارد المناسب وإن تساوت الواردات فإذا جاء الوارد وفي المحل غيره فوجد النسبة والاستعداد يطلبه حكم عليه وأزال عنه حكم الوارد الآخر الذي كان فيه لا لقوته وضعف الآخر بل للنسبة والاستعداد

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

واعلم أنه لا يكون صحو في هذا الطريق إلا بعد سكر وأما قبل السكر فليس بصاح ولا هو صاحب صحو وإنما يقال فيه ليس بصاحب سكر بل يكون صاحب حضور أو بقاء وغير ذلك ثم اعلم أن صحو كل سكران بحسب سكره على ميزان صحيح فلا بد أن يأتي بعلم محقق استفاده في غيبة سكره فإن كان صحوه صيلما فما كان قط سكران سكر الطريق إذ العلم شرط في الصاحي من السكر هكذا هو طريق أهل الله لأن الجود الإلهي ما فيه بخل ولا في قدرته عجز فإذا صحا كتم ما ينبغي أن يكتم وأذاع ما ينبغي أن يذاع وقوله في حال صحوه مقبول لأنه شاهد عدل وقول السكران وإن كان شاهد عدل فإنه لا يقبل إذا ناقض قول الصاحي وإن كان حقا ولكن إذا قيل الحق في غير موطنه لم يقبل وربما عاد وباله على قائله مع كونه حقا إذ كل قول حق لا يكون محمودا عند الله وهذا معلوم مقرر في شرع الله في العموم والخصوص كالشبلي والحلاج فقال الشبلي شربت أنا والحلاج من كأس واحد فصحوت وسكر فعربد فحبس حتى قتل والحلاج في الخشبة مقطوع الأطراف قبل أن يموت فبلغه قول الشبلي فقال هكذا يزعم الشبلي لو شرب ما شربت لحل به مثل ما حل بي أو قال مثل قولي فقبلنا قول الشبلي ورجحناه على قول الحلاج لصحوه وسكر الح

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!