الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


ما تتعلق به هذه الهمة فإن تعلقت بمحال لم يقع وعاد وبالها على صاحبها فأثر في نفسه بهمته وإن تعلقت بما ليس بمحال وقع ولا بد وهنا من هذه الطائفة تعلقت بالمحال وهو نفي العلم عن الله ببعض أعمال العباد فعذبهم الله بأعمالهم فظنهم أرداهم وهذه مسألة لا يمكننا أن أو فيها حقها لاتساعها وما يدخل فيها مما لا ينبغي أن يقال ولا يذاع غير أن لها النفوذ حيث وجدت فإذا لم تجتمع ودخلها خلل فليس لها هذا الحكم فلو إن هؤلاء الذين ظنوا بربهم أنه لا يعلم كثيرا مما يعملون يظنون أن الله لا يؤاخذ على الجريمة لما هو عليه من الصفح والتجاوز وتحجبهم جمعيتهم على هذا عن بطشه تعالى وشديد عقابه لم يؤاخذهم فإن ظنهم أنما تعلق بممكن وأما همة الحقيقة التي هي جمع الهمم بصفاء الإلهام فتلك همم الشيوخ الأكابر من أهل الله الذين جمعوا هممهم على الحق وصيروها واحدة لاحدية المتعلق هربا من الكثرة وطلبا لتوحيد الكثرة أو للتوحيد فإن العارفين أنفوا من الكثرة لا من أحديتها في الصفات كانت أو في النسب أو في الأسماء وهم متميزون في ذلك أي هم على طبقات مختلفة وإن الله يعاملهم بحسب ما هم عليه لا يردهم عن ذلك إذ لكل مقام وجه إلى الحق وإنما يف

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

تغرب عن الأوطان والحال والحق *** عساك تحوز الأمر في مقعد الصدق‏

وكن نافذا في كل أمر ترومه *** ولا تدهشن إن جاءك الحق بالحق‏

ولو لا وجود الفتق في الأرض والسما *** لما دارت الأفلاك من شدة الرتق‏

كذاك سماوات العقول وأرضها *** وأعني بها الطبع المؤثر في الخلق‏

فدارت بأفلاك القوي ثم أبرزت *** معارفها للسامعين من النطق‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أن الغربة عند الطائفة يطلقونها ويريدون بها مفارقة الوطن في طلب المقصود ويطلقونها في اغتراب الحال فيقولون في الغربة الاغتراب عن الحال من النفوذ فيه والغربة عن الحق غربة عن المعرفة من الدهش أما غربتهم عن الأوطان بمفارقتهم إياها فهو لما عندهم من الركون إلى المألوفات فيحجبهم ذلك عن مقصودهم الذي طلبوه بالتوبة وأعطتهم اليقظة وهم غير عارفين بوجه الحق في الأشياء فيتخيلون إن مقصودهم لا يحصل لهم إلا بمفارقة الوطن وأن الحق خارج عن أوطانهم كما فعل أبو يزيد البسطامي لما كان في هذا المقام خرج من بسطام في طلب الحق فوقع به رجل من رجال الله في طريقه فقال له با أبا يزيد ما أخرجك عن وطنك قال طلب الحق قال له الرجل إن الذي تطلبه قد تركته ببسطام فتنبه أبو يزيد ورجع إلى بسطام ولزم الخدمة حتى فتح له فكان منه ما كان فهؤلاء هم السائحون فجعل الله سياحة هذه الأمة الجهاد في سبيل الله واعلم أن هذا الأمر ليس باختيار العبد وإنما صاحب هذا الأمر يطلب وجود قلبه مع ربه في حاله فإذا لم يجده في موضع يقول ربما إن الله تعالى لم يقدر أن يظهر إلى قلبي في هذا الموضع فيرحل عنه رجاء

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!