الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


أن تنسب إلا إلى الله والعبودية صفة للعبد فمن شاهد عبوديته كان لمن شاهد ولهذا ينسب عباد الله إلى العبودة لا إلى العبودية فهم عبيد الله من غير نسبة بخلاف نسبتهم إلى العبودية فإن الحق لا يقبل نسبة العبودية لأنه عين صفة العبد لا عين العبد فمن شاهد العبودية فلم يشاهد كونه عبدا لله ففرق بين ما ينسب إلى الصفة وبين ما يضاف إلى الله قال أهل اللسان رجل بين الخصوصية والخصوصة وبين العبودية والعبودة والعبودية نسبة إليها والعبودة نسبة إلى السيد وأما قول من قال الفرق إثبات الخلق فهو كما تقدم في معنى قولهم إشارة إلى خلق بلا حق غير أن بينهما فرقانا فإنه قال إثبات الخلق ولم يقل وجود الخلق لأن عين وجود الخلق عين وجود الحق والخلق من حيث عينه هو ثابت وثبوته لنفسه أزلا واتصافه بالوجود أمر حادث طرأ عليه قد عرفناك بما يعقل من هذه اللفظة فقوله إثبات الخلق أي في الأزل وقع الفرق بين الله والخلق فليس الحق هو عين الأعيان الثابتة بخلاف حال اتصافها بالوجود فهو تعالى عين الموصوف بالوجود لا هي فلهذا قال هذا القائل في الفرق إنه إثبات الخلق وأما قول من قال إن الفرق شهود الأغيار لله أراد من أجل الله فهذه لام العلة في

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

عين التحكم عند القوم التصرف لإظهار الخصوصية بلسان الانبساط في الدعاء وهذا ضرب من الشطح وقريب منه لما يتوهم من دخول النفس فيه إلا أن يكون عن أمر إلهي فلا مؤاخذة على صاحبه فيه‏

مهما تحكم عارف في خلقه *** عن غير أمر فالرعونة قائمه‏

ترك التحكم نعت كل محقق *** لزم الحياء ولو أتته راغمه‏

ما للرجال الصم أعيان الورى *** المصطفين له نفوس حاكمة

بل هم عبيد لم يزالوا خشعا *** في كل حال فالشهادة دائمة

إن التحكم في الحجاب مقامه *** خلف الستور المرسلات المظلمة

فإذا كان عن أمر إلهي بتعريف فالإنسان فيه عبد ممتثل أمر سيده بطريق الوجوب فإن عرض عليه عين التحكم من غير أمر عرض الأمانة وقبله فليس هناك بل مرتبته مرتبته في قبول الأمانة المعروضة التي قال الله فيمن حملها إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا ظلوما لنفسه جهولا بقدر ما تحمل لأنه جهل ما في علم الله فيه هل هو م

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!