الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


نسبة الربوبية والسيادة إليه فإن قلت فالفناء راجع إلى العبودة ولازم قلنا لا يصح أن يكون كالعبودة فإن العبودة نعت ثابت لا يرتفع عن الكون والفناء قد يفنيه عن عبودته وعن نفسه فحكمه يخالف حكم العبودة وكل أمر يخرج الشي‏ء عن أصله ويحجبه عن حقيقته فليس بذلك الشرف عند الطائفة فإنه أعطاك الأمر على خلاف ما هو به فألحقك بالجاهلين والبقاء حال العبد الثابت الذي لا يزول فإنه من المحال عدم عينه الثابتة كما أنه من المحال اتصاف عينه بأنه عين الوجود بل الوجود نعته بعد أن لم تكن وإنما قلنا هذا لأن الحق هو الوجود ولا يلزم أن تكون الصفة عين الموصوف بل هو محال والعبد باقي العين في ثبوته ثابت الوجود في عبودته دائم الحكم في ذلك إِنْ كُلُّ من في السَّماواتِ والْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وما عِنْدَ الله باقٍ فنحن عنده وهو عندنا فالحق النفاد والبقاء بمن ألحقته هذه الآية والنفاد فناء والبقاء نعت الوجود من حيث جوهره والفناء نعت العرض من حيث ذاته بل نعت سائر المقولات ما عدا الجوهر وقد أومأنا إلى ما فيه غنية لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ لخطاب الحق وهُوَ شَهِيدٌ

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

إذا سمعت بحق أو نظرت به *** فهو السميع البصير الواحد الأحد

وأنت لا فيه والأعيان قائمة *** والنفس والعقل والأرواح والجسد

فإن أخذت بجمع الجمع تصحبه *** به فأنت هناك السيد الصمد

وإن علمت بهذا واتصفت به *** حالا عليك جميع الأمر ينعقد

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أن الجمع عند بعض الطائفة إشارة من أشار إلى حق بلا خلق وقال أبو علي الدقاق الجمع ما سلب عنك وقالت طائفة منهم الجمع ما أشهدك الحق من فعله بك حقيقة وقال قوم الجمع مشاهدة المعرفة وحجته إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ وقال بعضهم الجمع إثبات الخلق قائما بالحق وجمع الجمع الفناء عن مشاهدة كل شي‏ء سوى الحق وقال بعضهم الجمع شهود الأغيار بالله وجمع الجمع الاستهلاك بالكلية وفناء الإحساس بما سوى الله عند غلبات الحقيقة وقال بعضهم الجمع مشاهدة تصريف الحق الكل ومن نظم القوم في الجمع والفرق‏

جمعت وفرقت عني به *** ففرط التواصل مثنى العدد

فهذا قد ذكرنا بعض ما وصل إلينا من قولهم في الجمع وجمع الجمع والجمع عندنا أن تجمع ما له عليه مما وصفت به نفسك من نعوته وأسمائه وتجمع مالك عليك مما وصف الحق به نفسه من نعوتك وأسمائك فتكون أنت أنت وهو هو وجمع الجمع أن تجمع ما له عليه وما لك عليه وترجع الكل إليه وإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ أَلا إِلَى الله تَصِيرُ الْأُمُورُ فما في الكون إلا أسماؤه ونعوته غير أن الخلق ادعوا بعض تلك الأسماء والنعوت ومشي الحق دعواهم

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!