الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


سماء وأرض فإنها في السماء والأرض معنى وصورة وهما في الناس معنى لا صورة والجامع بين المعنى والصورة أكبر في الدلالة ممن انفرد بأحدهما ولهذا قال ولكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ فالحمد لله الذي جعلنا من القليل الذي يعلم ذلك فجمع الجبل بين الصورة والمعنى فهو أكبر من جبل موسى المعنوي إذ هو نسخة من العالم كما هو كل إنسان فإذا كان الجامع بين الأمرين وهو الأقوى والأحق باسم الجبل صار دكا عند التجلي فكيف يكون موسى حيث جبليته التي هي فيه معنى لا صورة ولما كانت الرؤية لا تصح إلا لمن يثبت لها إذا وقعت والجبل موصوف بالثبوت في نفسه وبالإثبات لغيره إذ كان الجبل هو الذي يسكن ميد الأرض ويقال فلان جبل من الجبال إذا كان يثبت عند الشدائد والأمور العظام فلهذا أحاله على الجبل الذي من صفاته الثبوت فإن ثبت الجبل إذا تجليت إليه فإنك ستراني من حيث ما فيك من ثبوت الجبل‏

فرؤية الله لا تطاق *** فإنها كلها محاق‏

فلو أطاق الشهود خلق *** أطاقه الأرض والطباق‏

فلم تك

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

إذا الحق أعطاك أسماءه *** فخذها أمانة من قد فهم‏

بأن الأمانة محمولة *** وحاملها جاهل قد ظلم‏

فإن أنت أفهمت مقصوده *** فأنت المكاشف فلتلتزم‏

بأحكامها فمتى ما دعي *** بها فأجب أمره واحتشم‏

من أجل التصرف فيها ولم *** يكن ينبغي لك أن تحتكم‏

فإنك عبد وأسماؤه *** ربوبية عرضت فاحترم‏

مقام الأمانة أوردها *** إلى ربها أولا واعتصم‏

بما زادك الحال في أمرها *** وحقق إشارتها واغتنم‏

فهذي مكاشفة ترتضي *** وصاحبها سيد قد عصم‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أن المكاشفة عند القوم تطلق بإزاء الأمانة بالفهم وتطلق بإزاء تحقيق زيادة الحال وتطلق بإزاء تحقيق الإشارة اعلم أن المكاشفة متعلقها المعاني والمشاهدة متعلقها الذوات فالمشاهدة للمسمى والمكاشفة لحكم الأسماء والمكاشفة عندنا أتم من المشاهدة إلا لو صحت مشاهدة ذات الحق لكانت المشاهدة أتم وهي لا تصح فلذلك قلنا المكاشفة أتم لأنها ألطف فالمكاشفة تلطف الكثيف والمشاهدة تكثف اللطيف وبقولنا هذا تقول طائفة كبيرة من أهل الله مثل أبي حامد وابن فورك والمنذري وقالت طائفة بالنقيض وإنما قلنا إنها أتم لأنه ما من أمر تشهده إلا وله حكم زائد على ما وقع عليه الشهود لا يدرك إلا بالكشف فإن أقيم لك ذلك الأمر في الشهود من حيث ذاته صحب ذلك المشهود حكم ولا بد لا يدرك إلا بالكشف هكذا أبدا فالمكاشفة إدراك معنوي فهي مختصة بالمعاني ومثال ذلك إذا شاهدت متحركا يطلب بالكشف محركه لأنه يعلم أن له محركا كشفا ولهذا يتعلق العلم بمعلومين ويتعلق البصر الذي هو للمشاهدة بمعلوم واحد فيدرك بالكشف ما لا يدرك بالشهود ويفصل الكشف ما هو مجمل في الشهود

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!