الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


وسَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ فجاء بلفظ الثقلين أعلاما من خاطب ومن يريد ونحن مركبون من ثقيل وخفيف فالخفيف للمكانة والثقيل للمكان الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى‏ فثبتت الرحمة فلم تزل وأثرت في النزول إلى السماء الدنيا فما نزل ليسلط عذابا وإنما نزل ليقبل تائبا ويجيب داعيا ويغفر لمستغفر ويعطي سائلا فذكر هذا كله ولم يذكر شيئا من القهر لأنه نزل من عرش الرحمن فالمكان رحمة حيث كان لأن فيه استقرار الأجسام من تعب الانتقال إلا تراهم في حال العذاب كيف وصفهم بالانتقال بتبديل الجلود والتبديل انتقال إلى أن يفرغ الميقات والأمر الحقيقي للمكانة فإنه لا يصح الثبوت على أمر واحد في الوجود فالمكان ثبوت في المكانة كما نقول في التمكين أنه تمكين في التلوين لا أن التلوين يضاد التمكين كما يراه من لا علم له بالحقائق وللتمكين باب يرد بعد هذا إن شاء الله‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

الشطح دعوى في النفوس بطبعها *** لبقية فيها من آثار الهوى‏

هذا إذا شطحت بقول صادق *** من غير أمر عند أرباب النهي‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أيدك الله أن الشطح كلمة دعوى بحق تفصح عن مرتبته التي أعطاه الله من المكانة عنده أفصح بها عن غير أمر إلهي لكن على طريق الفخر بالراء فإذا أمر بها فإنه يفصح بها تعريفا عن أمر إلهي لا يقصد بذلك الفخر

قال عليه السلام أنا سيد ولد آدم ولا فخر

يقول ما قصدت الافتخار عليكم بهذا التعريف لكن أنبأتكم به لمصالح لكم في ذلك ولتعرفوا منة الله عليكم برتبة نبيكم عند الله والشطح زلة المحققين إذا لم يؤمر به فيقولها كما قالها عليه السلام ولهذا بين فقال ولا فخر فإني أعلم أني عبد الله كما أنتم عبيد الله والعبد لا يفتخر على العبد إذا كان السيد واحدا وكذا نطق عيسى فبدأ بالعبودية وهو بمنزلة قوله عليه السلام ولا فخر فقال لقومه في براءة أمه ولما علم من نور النبوة التي في استعداده أنه لا بد أن يقال فيه إنه ابن لله فقال إِنِّي عَبْدُ الله فبدأ في أول تعريفه وشهادته في الحال الذي لا ينطق مثله في العادة فما أنا ابن لأحد فأمي طاهرة بتول ولست بابن لله كما أنه لا يقبل الصاحبة لا يقبل الولد ولكني عبد الله مثلكم آتانِيَ الْكِتابَ وجَعَلَنِي نَبِيًّا فنطق بنبوته في وقتها عنده وفي غير وقتها عند الحاضرين

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وأعلم عيسى بلفظ الماضي أن الله آتاه الكتاب وأوصاه بالصلاة والزكاة ما دام في عالم التكليف والتشريع وهو قوله ما دُمْتُ حَيًّا يريد حياة التكليف في ظاهر الأمر عند السامعين ويريد عندنا هذا وأمرا آخر وهو قوله تعالى في عيسى إنه كلمة الله والكلمة جمع حروف وسيأتي علم ذلك في باب النفس بفتح الفاء فأخبر أنه آتاه الكتاب يريد الإنجيل ويريد مقام وجوده من حيث ما هو كلمة والكتاب ضم حروف رقمية لإظهار كلمة أو ضم معنى إلى صورة حرف يدل عليه فلا بد من تركيب فلهذا ذكر أن الله أعطاه الكتاب مثل قوله أَعْطى‏ كُلَّ شَيْ‏ءٍ خَلْقَهُ ويريد بالوصية بالصلاة والزكاة العبادة كما تدل على العمل هي على العبادة أدل لأنها لا تفتقر في كونها عبادة إلى بيان وإذا أريد بها العمل احتيج إلى تعيين ذلك العمل وبيان صورته حتى يقيم نشأته هذا المكلف به فإذا كانت العبادة دل على أنه لا يزال حيا أينما كان وإن فارق هذا الهيكل بالموت فالحياة تصحبه لأنها صفة نفسية له ولا سيما وقد جعله روح الله ثم ذكر أنه بر بوالدته أي محسن إليها فأول إحسانه أنه برأها مما نسب إليها في حالة لا يشكون في أنه صادق في ذلك التعريف ثم تمم فقال ولَمْ يَجْ

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!