الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


فثم سفر بحق وسفر بخلق فالسفر بالحق على نوعين سفر ذات وسفر صفة والإنسان الكامل يسافر هذه الأسفار كلها فيسافر بربه عن كشف إلهي ومعية محققة يكون فيها مع الحق كما هو الحق معنا أينما كنا وقد عين سبحانه لنفسه أماكن كما يليق بجلاله ووصف نفسه بتردده فيها فإذا كان العبد معه سافر بسفره فيسفر له إنه هو كما أسفر له أنه ليس هو فالسفر الرباني من العماء إلى العرش فيظهر في العرش بالاسم الرحمن ثم ينزل معه بالاسم الرب كل ليلة إلى السماء الدنيا ثم ينزل بالاسم الإله إلى الأرض ثم يصحبه بالهوية مع كل واحد من الكون ثم يسافر معه بالصحبة في سفر الكون ثم يختلف معه بالخلافة في الأهل ثم يسافر صحبة القرآن في سفره من كونه صفة الله إلى السماء الدنيا ثم يصحبه في سفره ثلاثا وعشرين سنة ثم يصحب الأسماء الإلهية في سفرها في الكون ثم يصحبه الكون في سفره من العدم إلى الوجود ثم يصحب الأنبياء في سفرهم فيصحب آدم في سفره من الجنة إلى الأرض ثم يصحبه في سفره في سبعمائة عمرة وثلاثمائة حجة ثم يصحب إدريس في سفره إلى المكان العلي ثم يصحب نوحا في سفره في سفينة نجاته إلى الجودي ثم يصحب إبراهيم عليه السلام في جميع أسفاره وكذلك كل نب

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

الحال مليهب الرحمن من منح *** عناية منه لا كسب ولا طلب‏

تغير الوصف برهان عليه فكن *** على ثبات فإن الحال تنقلب‏

ولا تقولن إن الحال دائمة *** فإن قوما إلى ما قلته ذهبوا

أبو عقال إمام سيد سند *** في الحال كان له في حاله عجب‏

دامت عليه إلى وقت البدور من *** المئين أيامها ما أسدلت حجب‏

وزاد ميقات موسى في إقامته *** على المئين كذا جاءت به الكتب‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

الحال عند الطائفة ما يرد على القلب من غير تعمل ولا اجتلاب فتتغير صفات صاحبه له واختلف في دوامه فمنهم من قال بدوامه ومنهم من منع دوامه وإنه لا بقاء له سوى زمان وجوده كالعرض عند المتكلمين ثم يعقبه الأمثال فيتخيل أنه دائم وليس كذلك وهو الصحيح لكنه يتوالى من غير أن يتخلل الأمثال ما يخرجه عنه فمنهم من أخذه من الحلول فقال بدوامه وجعله نعتا دائما غير زائل فإذا زال لم يكن حالا وهذا قول من يقول بدوامه قال بعضهم ما أقامني الله منذ أربعين سنة في أمر فكرهته قال الإمام أشار إلى دوام الرضي وهو من جملة الأحوال هذا الذي قاله الإمام يحتمل ولكنه في طريق الله بعيد وإنما الذي ينبغي أن يقال في قول هذا السيد إنه أقام أربعين سنة ما أقامه الله في ظاهره ولا في باطنه في حال مذموم شرعا بل لم تزل أوقاته عليه محفوظة بالطاعات وما يرضى الله ولقد لقيت شخصا صدوقا صاحب حال على قدم أبي يزيد البسطامي بل أمكن في شغله له إدلال في أدب فقال لي يوما لي خمسون سنة ما خطر لي في نفسي خاطر سوء يكرهه الشرع فهذه عصمة إلهية فيكون كلام ذلك السيد من هذا القبيل والأحوال مواهب لا مكاسب‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أن الحال نعت إلهي من حيث أفعاله وتوجهاته على كائناته وإن كان واحد العين لا يعقل فيه زائد عليه قال تعالى عن نفسه كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ وأصغر الأيام الزمن الفرد الذي لا يقبل القسمة فهو فيه في شئون على عدد ما في الوجود من أجزاء العالم الذي لا ينقسم كل جزء منه بهذا الشرط فهو في شأن مع كل جزء من العالم بأن يخلق فيه ما يبقيه سوى ما يحدثه مما هو قائم بنفسه في كل زمان فرد وتلك الشئون أحوال المخلوقين وهم المحال لوجودها فيهم فإنه فيهم يخلق تلك الشئون دائما فلا يصح بقاء الحال زمانين لأنه لو بقي زمانين لم يكن الحق في حق من بقي عليه الحال خلاقا ولا فقيرا إليه وكان يتصف بالغنى عن الله وهذا محال وما يؤدي إلى المحال محال وهذا مثل قول القائلين‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!