الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


أساء إليه من أمثاله وأشكاله فرجع عليه بالإحسان إليه والتجاوز عن إساءته فذلك هو التواب ما هو الذي رجع إلى الله فإنه لا يصح أن يرجع إلى الله إلا من جهل إن الله معه على كل حال وما خاطب الحق بقوله تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى الله إلا من غفل عن كون الله معه على كل حال كما قال وهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ ونَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ من حَبْلِ الْوَرِيدِ فإن رجعت إليه من حيث حساب أو سؤال فذلك رجوع في الحقيقة من حال أنت عليها لحال ما أنت عليها ولما كانت الأحوال كلها بيد الله أضيف الرجوع إلى الله على هذا الوجه فالراجع إلى الله إنما يرجع من المخالفة إلى الموافقة ومن المعصية إلى الطاعة فهذا معنى حب التوابين فإذا كنت من التوابين على من أساء في حقك كان الله توابا عليك فيما أسأت من حقه فرجع عليك بالإحسان فهكذا فلتعرف حقائق الأمور وتفهم معاني خطاب الله عباده وتميز بين المراتب فتكون من العلماء بالله وبما قاله وجاء ذكره لهذه المحبة في التوابين عقب ذكر الأذى الذي جعله في المحيض وكذلك‏

قال عليه السلام إن الله يحب كل مفتن تواب‏

أي مختبر يريد أن يختبره الله بمن يسي‏ء إليه من عباد الله فيرجع

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ومن ذلك حبه المطهرين قال الله تعالى والله يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ وهم الذين طهروا غيرهم كما طهروا نفوسهم فتعدت طهارتهم إلى غيرهم فقاموا فيها مقام الحق نيابة عنه فإنه المطهر على الحقيقة والحافظ والعاصم والواقي والغافر فمن منع ذاته وذات غيره إن يقوم بها ما هو مذموم في حقها عند الله فقد عصمها وحفظها ووقاها وسترها عن قيام أمثال هذه بها فهو مطهر لها بما علمها من علم ما ينبغي لينفر عنه بنور العلم وحياته ظلمة الجهالة وموتها فيكون في ميزانه يوم القيامة ومن الأنوار التي تسعى بين يديه وهو محبوب عند الله مخصوص بعناية ولاية إلهية واستخلاف والولاة الخلفاء من المقربين ممن استخلفهم عليهم لأنهم موضع مقصور من استخلفهم دون غيرهم وكل إنسان وال على جوارحه فما فوق ذلك وقد أعلمه الله بما هي الطهارة التي يطهر بها رعاياه‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!