الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


فيه توحيد وأعمه المعلوم فنقول المعلومات تنقسم بوجه إلى ثلاثة أقسام إلى واجب وجائز ومستحيل ثم ما من شي‏ء نذكره بعد هذا من موجود ومعدوم وغير ذلك إلا ويقبل القسمة فأين التوحيد في كل مذكور أو معلوم فلم يبق إلا توحيد الكثرة في معلوم معين يسمى الله وهو الذي ينبغي أن يكون على كذا وكذا وتذكر ما لا تصح الألوهية إلا به وحينئذ يصح أن يكون الله ولا يشاركه في هذه الصفات بمجموعها واحد آخر فذلك يعني بقوله واحد بأحدية هذا المجموع مع أحدية العين والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

إن السفور دليل الخوف والحذر *** هذا هو العرف في الأعراض بالخبر

فإن رأيت فتاة الحي قد سفرت *** فكن فديتك من هذا على حذر

لذا نقول بأن الممكنات على *** أصولها ما لها عين من الصور

ولا تقل بحلول إنها عدم *** وقد يكون لها التكوين في السور

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

قال تعالى في وصف أهل الله السَّائِحُونَ والسياحة الجولان في الأرض على طريق الاعتبار والقربة إلى الله لما في الأنس بالخلق من الوحشة فاعلم أن أهل الله ما طلبوا السياحة في الأرض ولزوم الفقر وسواحل البحار إلا لما غلب عليهم من الأنس بالجنس الذين هم أشكاله من الأناسي وهو وإن كان ذلك الأنس في الظاهر فهو استيحاش في الباطن من حيث لا يشعر طالب السياحة ولا يعلم طالب السياحة أنه ما دعاه إلى ذلك إلا الوحشة إلا بعد وقوفه على ما تنتج له السياحة وذلك أن الله خلق الإنسان الذي هو آدم وكل خليفة على صورته نفى عنه المماثلة فقال إنه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وسرت هذه الحقيقة في الإنسان فإذا جنح إلى الله وتاب استشرفت نفسه على هذه المرتبة أعني نفي المثلية فلما رأى أمثاله من الناس غار أن يكون له مثل كما غار الحق أن يكون ثم من ينسب إليه الألوهية غيره فاستوحش من المخلوقين وطلب الانفراد بذاته من أمثاله حتى لا يبقى له آنس إلا بذاته وحده ولا يرى له مثلا ففر بنفسه إلى الأماكن القاصية عن رؤية أمثاله فلازم الجبال وبطون الأودية وهذه الحالة هي السياحة فأسفرت له هذه السياحة عن مطلوبه فآنس بذاته فذلك تشبهه بمقام قوله

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

منهم فسبب سياحتهم قوله تعالى يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ فنظروا ما هي أرض الله فقالوا كل أرض موات لا يكون عليها ملك لغير الله فتلك أرضه الخاصة به المضافة إليه البريئة من الشركة فيها البعيدة من المعمور فإن الأرض الميتة القريبة من العمران يمكن أن يصل إليها بعض الناس فيحييها فيملكها بإحيائها والبعيدة من العمران سالمة من هذا التخيل فقالوا ما أمرنا الله بالعبادة فيها إلا ولها خصوص وصف وليس فيها من خصوص الأوصاف إلا كونها ليس فيها نفس لغير الله ففيها نفس الرحمن فإذا عبد الإنسان ربه في مثل هذه الأرض وجد أنسا من تلك الوحشة التي كانت له في العمران ووجد لذة وطيبا في قلبه وانفراده وذلك كله من أثر نفس الرحمن الذي نفس الله به عنه ما كان يجده من الغم والضيق والحرج في الأرض المشتركة فهذا الذي أدى العامة من أهل الله إلى السياحة ثم إنهم رأوا في هذه الأرض من الآيات والعجائب والاعتبارات ما دعاهم إلى النظر فيما ينبغي لما لك هذه الأرض فأنار الله قلوبهم بأنوار العلوم وفتح لهم في النظر في الآيات وهي العلامات الدالة على عظمة من‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!