الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


الدلالة على صحة ما يدعو إليه فهذا هو حكم الحال فإن كان وليا دون رسول تعين عليه الجري بحكم الموطن لا بحكم الحال فإن ظهر من هذا الولي ما يدل على منزلته من ربه بما يعطي من التمكن والتصرف في العالم وليس برسول فهو رعونة وصاحب نقص فإن ظهر بعلم غريب فهل يكون مثل صاحب الحال النفسي المؤثر أم لا قلنا لا فإن العلم الذي لا يكون معه أثر كوني سوى نفسه لا يقوم عند العامة ولا عند الخاصة له ذلك الوزن ولا لصاحبه ذلك التميز إلا عند الأكابر من أهل الله وممن له تحقق واستشراف على ذلك المقام الأعلى ولذلك قال الله لنبيه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً من أجل الموطن وما أظهر آية في دعائه إلى الله في كل وقت ولا عند كل مدعو مع حاجته إلى ذلك ولكن لما كان مأمورا بالتبليغ ما عليه إلا البلاغ فإن شاء الحق أيده كان بالمعجزات وإن شاء زاد دعاؤه من أرسل إليهم فرارا مما دعاهم إليه من توحيده كنوح عليه السلام فأخبر فقال إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا ونَهاراً فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إِلَّا فِراراً وإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ في آذانِهِمْ واسْتَغْشَوْا ثِ

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

إن الأكاسير برهان يدل على *** ما في الوجود من التبديل والغير

إن العدو بإكسير العناية إذ *** يلقى عليه بميزان على قدر

في الحين يخرج صدقا من عداوته *** إلى ولايته بالحكم والقدر

فصحح الوزن فالميزان شرعتنا *** وقد أبنت فكن فيه على حذر

الكيمياء مقادير معينة *** لأن كم عدد في عالم الصور

فكن به فطنا إن كنت ذا نظر *** ولا تردنك الأهواء عن النظر

تلحق برتبة أملاك مطهرة *** وترتقي رتبا عن عالم البشر

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

الكيمياء عبارة عن العلم الذي يختص بالمقادير والأوزان في كل ما يدخله المقدار والوزن من الأجسام والمعاني محسوسا ومعقولا وسلطانها في الاستحالات أعني تغير الأحوال على العين الواحدة فهو علم طبيعي روحاني إلهي وإنما قلنا إلهي لورود الاستواء والنزول والمعية وتعدد الأسماء الإلهية على المسمى الواحد باختلاف معانيها

فالأمر ما بين مطوي ومنشور *** كالكيف والكم أحوال المقادير

تاهت مراكبنا على بسائطها *** نية امتياز بسر غير مقهور

والوحي ينزل أحكاما يشرعها *** والحكم ما بين منهي ومأمور

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فعلم الكيمياء العلم بالإكسير وهو على قسمين أعني فعله إما انشاء ذات ابتداء كالذهب المعدني وإما إزالة علة ومرض كالذهب الصناعي الملحق بالذهب المعدني كنشأة الآخرة والدنيا في طلب الاعتدال فاعلم أن المعادن كلها ترجع إلى أصل واحد وذلك الأصل يطلب بذاته أن يلحق بدرجة الكمال وهي الذهبية غير أنه لما كان أمرا طبيعيا عن أثر أسماء إلهية متنوعة الأحكام طرأت عليه في طريقه علل وأمراض من اختلاف الأزمنة وطبائع الأمكنة مثل حرارة الصيف وبرد الشتاء ويبوسة الخريف ورطوبة الربيع ومن البقعة كحرارة المعدن وبرده وبالجملة فالعلل كثيرة فإذا غلبت عليه علة من هذه العلل في أزمان رحلته ونقلته من طور إلى طور وخروجه من حكم دور إلى حكم دور واستحكم فيه سلطان ذلك الموطن ظهرت فيه صورة نقلت جوهرته إلى حقيقتها فسمي كبريتا أو زيبقا وهما الأبوان لما يظهر من التحامهما وتناكحهما من معادن لعلل طارئة على الولد فهما إنما يلتحمان ويتناكحان ليخرج بينهما جوهر شريف كامل النشأة يسمى ذهبا فيشرف به الأبوان إذ كانت تلك الدرجة مطلوبة لكل واحد من الأبوين من‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!