الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
||
الباب: | فى معرفة أسرار وحقائق من منازل مختلفة |
الصفحة 398 - من الجزء الرابع (عرض الصورة)لكن البيان والشرف والامتنان والمجد العظيم الشأن إنما ظهر في اللسان عند البيان [المنزلة الرفيعة في التزام الشريعة]ومن ذلك المنزلة الرفيعة في التزام الشريعة من الباب 347 لا تتبع إلا ما نزل به الروح عليك وجاء به الملك أو الإلقاء إليك وإن كنت وليا فإنك وارث نبيا فما يجيء إلى تركيبك إلا بحظك من الورث ونصيبك فانظر ما سهمك وما هو قسمك فذلك علمك فلا تشرع حكما وقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً ثم اعلم أيها الولي الأكرم إنك وإن ورثت علما موسويا أو عيسويا أو غيرهما ممن كان من الرجال بينهما فإنما ورثت علما محمديا ساويت فيه ذلك النبي لعموم رسالة محمد الحائز المقام المحمود العلى إليه ترجع عواقب الثناء فهو صاحب جوامع الكلم المسماة بتلك الأسماء فلآدم الأسماء ولمحمد الاسم والمسمى والجامع لهما لا شك أنه صاحب المقام الأسمى وحجاب العزة الأحمى [علم الانتكاس والانعكاس في النور والنحاس]ومن ذلك علم الانتكاس والانعكاس في النور والنحاس من الباب 348 الكواكب الثوابت بيوت مظلمة وكذلك السيارة وما عادت نجوما نيرات إلا بأنوار مستعارة وتكفيك إن كنت عاقلا هذه الإشارة أ لا ترى إلى ما نجم من ذوات الأذناب في ركن النار لرجم الأشرار ولم تزل نجوما وما كانت رجوما حتى جاء صاحب البعث العام إلى جميع الإمام من الإنس والجان ولهذا قال سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ فلو ابتغى الربح باستراقه رشدا ما وجد له شِهاباً رَصَداً فحيل بينه وبين السمع لما نواه من عدم النفع فصاروا جهلا وقد كانوا علما فإذا طمست النجوم علم عند ذلك ما فات الناس من العلوم فإذا انفطرت السماء ويحق لها أن تنفطر انكدرت النجوم بما ترميهم به من الشرر [منزلة من وهب الفضة والذهب]ومن ذلك منزلة من وهب الفضة والذهب من الباب 349 لا يخفى على ذي عينين الفرق بين الذهب واللجين أين الإنسان الحيوان من الإنسان المخلوق على صورة الرحمن هو النسخة الكاملة والمدينة الفاضلة الذهب لا ظل له ف لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ والفضة على نصيب من الظل لما فيها من الظل وما لظلها فيء فالنور الخالص للعين والممتزج للجين الذهب نُورٌ عَلى نُورٍ واللجين فارَ التَّنُّورُ وليس سوى تنفس الصباح وتبسم فالق الإصباح إن كان الحق فما خلقه إلا بشمسه وإن كان الشمس فالحق على عزته في قدسه ومن قدسه أن يكون فالقا كما كان لأرضه وسماواته فاتقا فالرتق لها من ذاتها والفتق عرض لها من صفاتها إذ لو لم يكن لها قبول الفتق ما حكم به الفاتق على الرتق والفاتق الفالق بلسان الحقائق [من فصل ما وصل]ومن ذلك من فصل ما وصل من الباب 35و< حكمة التفصيل لظهور وجه الدليل إذ في جبلة كل ملة طلب الأدلة لأنهم لم يكونوا ثم كانوا ووجدوا في نفوسهم افتقارا خضعوا له واستكانوا فقالوا من أو إلى من لا بد على أعياننا من زائد ولا بد أن يكون له حكم الواحد وإن اتصف بالكثرة وطريق النسب فهي غير مؤثرة في ذات هذا النسب فهو الواحد الكثير لأنه الحي العليم القدير ومع أنه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ف هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ فحكم على نفسه بحكم الجماعة وإن كان العقل يحكم فيه بالشناعة فالرجوع أولى إلى قوله ولا يصرفنك عنه صارف استشناعه وهو له فإنه لو أثر في نزاهته وقدسه ما نسب ذلك إلى نفسه فالذي هو عندنا تشبيه هو عند الله تنزيه من نزول وفرح واستواء وكينونة في سماء وعرش وعماء [المشاورة محاورة]ومن ذلك المشاورة محاورة من الباب 351 المشاورة وإن دلت على عدم الاستقلال بجودة النظر فهي من جودة النظر وإن نبهت على ضعف الرائي فهي من الرائي عرض الإنسان ما يريد فعله على الآراء دليل على عقله التام ليقف على تخالف الأهواء فيعلم مع أحدية مطلوبه أنه وإن تفرد فله وجوه تتعدد وأي شيء أدل على أحدية الحق من مشاورة الخلق لا يطلع على مراتب العقول إلا أصحاب المشاورة ولا سيما في المسامرة فإنها أجمع للهم والذكر وأقدح لزناد الفكر ومن هنا تعرف ما يحصل لأهل الليل من جزيل النيل في نزول الحق من عرشه إلى سمائه في الثلث الباقي من الليل تهمما بعباده من أولياءه ليهبهم من آلائه ونعمه ما يقتضيه عموم جوده وكرمه [المؤمن من لا يفضح الكاذب ويصدق المؤمن]ومن ذلك المؤمن من لا يفضح الكاذب ويصدق المؤمن من الباب 352 الكذب وجود فإنه عن شهود محله النفس وإن لم يكن من مدركات الحس وعلى الحقيقة فإنه محسوس في مقام التقديس والحس أشرف من العقل لما فيه من الإطلاق فله السراح بالاستحقاق وإنه المحيط |
|
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |