The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Searching in the Book of Meccan Conquests

View the page 293 - from the part 4 - [إن الله ينطق باللسان العبد]

  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
 

Page293-from part4-[إن الله ينطق باللسان العبد]


فإنك لا تدري بمن أنت قائل *** وليس على من قال بالله من بأس‏

فظهر القصور بالنيابة وهي الشركة كذلك القائل بالحق إلا آمر به قد يقع المأمور به وقد لا يقع والحضرة واحدة فإذا قال العبد المطاع بغير الحق فذلك يقع ولا بد لأنه مخلص للتوحيد وإنه لا يقول إذا قال أو يأمر إذا أمر من غير أن يقول بحق أو يأمر بحق إلا من حقيقته الذي هو عليها من كونه كان أصلا في كون العالم به عالما فإذا أثر بذاته في العالم العلم ويكون العالم به يتنوع في التعلق به لتنوعه لنفسه فإنه لا يعتاص عليه شي‏ء فلو كان من أحواله وقوع ذلك المأمور به لوقع كما وقع النطق به فإنه لا ينطق من حيث ذاته إلا بما هو عليه وصورة هذه المسألة وتحقيقها كقول الحق على لسان العبد افعل فيقع أو لا يقع وذلك أن العبد من المحال أن ينطق من حيث نفسه نطق لسان ظاهر أو باطن وإنما ينطق بالله كل ناطق فإن الله هو المنطق كما قالت الجلود أَنْطَقَنَا الله الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ ناطق فيعطي الممكن بما هو عليه العلم لله والتكوين في غير الله لا يكون إلا لله لا لغيره والنطق من العبد والهم تكوين من الله فيه فلم ينطق ولم يهم إلا بالله فلا يتوحد به الممكن وإذا أمر الله بتكوين على لسان عبده فقد يقع وقد لا يقع فلا ينطق العبد إلا بالاشتراك فلهذا قد يقع وقد لا يقع ما يأمر به أو يريده وكونه لو نطق به العبد بغير اشتراك لوقع إنما هو كقوله لو شاء الله وما شاء الله فجاء بحرف لو وكذلك لو نطق العبد بنفسه وهو لا ينطق بنفسه وإنما ينطق بربه فالنطق للرب وإذا كان النطق للرب على لسان العبد فقد يكون الأثر والتكوين عن ذلك القول وقد لا يكون فتدبر هذا الكلام فإنه يتداخل ويتفلت من الذهن إن لم تتصور الأصل تصورا محكما لا يزال بين عينيك واختصاره إن العبد لا ينطق أبدا إلا بالله‏

[إن الله ينطق باللسان العبد]

وإن الله إذا نطق على لسان العبد بالأمر فإنه لا يلزم وقوع ذلك المطلوب ولا بد وإذا انفرد الحق دون العبد بالتكوين فإنه يقع ولا بد والعبد لا ينفرد أبدا إلا بالتقدير وهو أن يقول فيه لو كما يقول في مشيئته الحق لو شاء وما شاء

[أن كل طالب إنما يطلب ما ليس عنده‏]

واعلم أن كل طالب إنما يطلب ما ليس عنده فإن الحاصل لا يبتغى والحق لا يطلب من الممكن إلا تكوينه وتكوينه ليس عنده فإن الممكن في حال عدمه ليس بمكون فالتكوين ليس بكائن في العين الثابتة الذي هو الشي‏ء فإذا أراده الحق قال له كن فيكون فأراد الحق حصول التكوين في ذلك الشي‏ء لأنه ليس الكون عند ذلك الشي‏ء فما أراد الكون لنفسه وإنما أراده للشي‏ء الذي ليس عنده فإنه تعالى موجود لنفسه فهو يريد الأشياء للأشياء لا لنفسه فإنها عنده فإنه ما من شي‏ء إلا عنده خزائنه ولا تكون خزائن إلا بما يختزن فيها فالأشياء عنده مختزنة في حال ثبوتها فإذا أراد تكوينها لها أنزلها من تلك الخزائن وأمرها أن تكون فتكتسي حلة الوجود فيظهر عينها لعينها ولم تزل ظاهرة لله في علمه أو لعلمه بها فمن هنا يتحقق إن الله يطلب ما ليس عند الطالب وهو تكوين ما ليس بكائن في الحال فهذا تحقيق الواجد بالجيم قال الراجز

أنشد والباغي بحب الوجدان‏

والوجود المطلوب بالذكر عند الطائفة الذي يكون عن الوجد من هذا الباب وهو ما يجده أهل الوجد في نفوسهم في حال وجدهم من العلم بالله‏

«الواحد الأحد حضرة التوحيد»

وحد إلهك فالأفعال لله *** ولا تكن فيه بالساهي ولا اللاهي‏

واحذر من الشرك أن الشرك منقصة *** يرديك سلطانها فإنها ما هي‏

سواك والغير شي‏ء لا وجود له *** واثبت فبيتك لا ملغى ولا واه‏

لكن له لذة كبرى تعن لها *** أعضاؤنا كلها كلذة الباه‏

الله يعلم أني في الذي ذكرت *** أبياتنا صادق والله والله‏

[الوحدانية هي قيام الأحدية به‏]

يدعى صاحبها عبد الواحد بالحاء المهملة إذا أراد الاسم وإذا أراد الصفة يقال له عبد الأحد وأما الوحدانية فهي قيام الأحدية به أعني بالواحد فما هي الأحدية ولا الواحد كالجسماني ما هو الجسم وإنما هو ما لا تظهر له عين إلا بقيامه بالجسم أو الجوهر وهو ما يقوم به من الصفات التي محلها الأجسام وكذلك الروح والروحاني فالوحدانية نسبة محققة بين الأحدية والواحد وكون الشي‏ء يسمى واحد قد يكون لعين ذاته فلا يكون مركبا وهو الشي‏ء فإن تركب فليس بشي‏ء



- Meccan conquests - page293-from the part4


 
  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
  Conquests Mecca by Sheikh Al-Akbar Muhyiddin Ibn Al-Arabi

Page numbering corresponds to the Cairo edition (Dar al-Kutub al-Arabi al-Kubra) - known as the edition Starboard. Subheadings have been added within square brackets.

 
View doors The first chapter on knowledge Chapter Two on Transactions Chapter Four: Homes
Introductions to the book Chapter Five on Disputes Chapter Three on Circumstances Chapter Six on Maqamat (Migrations of the Pole)
Chapter One Part Two Part Three Part Four


Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!