﴿أَنْطَقَنَا اللّٰهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [فصلت:21] ناطق فيعطي الممكن بما هو عليه العلم لله و التكوين في غير اللّٰه لا يكون إلا لله لا لغيره و النطق من العبد و الهم تكوين من اللّٰه فيه فلم ينطق و لم يهم إلا بالله فلا يتوحد به الممكن و إذا أمر اللّٰه بتكوين على لسان عبده فقد يقع و قد لا يقع فلا ينطق العبد إلا بالاشتراك فلهذا قد يقع و قد لا يقع ما يأمر به أو يريده و كونه لو نطق به العبد بغير اشتراك لوقع إنما هو كقوله لو شاء اللّٰه و ما شاء اللّٰه فجاء بحرف لو و كذلك لو نطق العبد بنفسه و هو لا ينطق بنفسه و إنما ينطق بربه فالنطق للرب و إذا كان النطق للرب على لسان العبد فقد يكون الأثر و التكوين عن ذلك القول و قد لا يكون فتدبر هذا الكلام فإنه يتداخل و يتفلت من الذهن إن لم تتصور الأصل تصورا محكما لا يزال بين عينيك و اختصاره إن العبد لا ينطق أبدا إلا بالله
[إن اللّٰه ينطق باللسان العبد]
و إن اللّٰه إذا نطق على لسان العبد بالأمر فإنه لا يلزم وقوع ذلك المطلوب و لا بد و إذا انفرد الحق دون العبد بالتكوين فإنه يقع و لا بد و العبد لا ينفرد أبدا إلا بالتقدير و هو أن يقول فيه لو كما يقول في مشيئته الحق لو شاء و ما شاء
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية