﴿أُولٰئِكَ الَّذِينَ هَدٰاهُمُ اللّٰهُ﴾ [الزمر:18] إلى معرفة الحسن و الأحسن ﴿وَ أُولٰئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبٰابِ﴾ [الزمر:18] يعني بالألباب المستخرجين لب الأمر المستور بالقشر صيانة له فإن العين لا تقع إلا على الحجاب و المحجوب لأولي الألباب تنبيه على الصورة الحجابية التي يتجلى فيها الحق ثم يتحول عنها إلى حجاب فما ثم في الحقيقة إلا انتقال من حجاب إلى حجاب لأنه ما يتكرر تجل إلهي قط فلا بد من اختلاف الصور و الحق وراء ذلك كله فما لنا منه إلا الاسم الظاهر رؤية و حجابا و أما الاسم الباطن فلا يزال باطنا و هو اللب المعقول الذي يدركه أولو الألباب يعني يعلمون أن ثم لبا و هو هذا الذي ظهر حجاب عليه و ليس إلا الاسم الظاهر و هو المسمى في الحالين فمن قال بالرؤية صدق و من قال بنفي الرؤية صدق فإن رسول اللّٰه ﷺ أثبت لنا الرؤية «بقوله ﷺ ترون ربكم» الحديث و نفى الرؤية «فإنه ﷺ سئل هل رأيت ربك يعني ليلة الإسراء فقال يتعجب من السائل نور أني أراه» أي أنه نور فلا أدرك النور لضعف الحدوث و النور لله وصف ذاتي و الحدوث لنا كذلك نسبة ذاتية فنحن لا نزال على ما نحن عليه و هو لا يزال على ما هو عليه ﴿وَ الرّٰاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾ [آل عمران:7]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية