﴿وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [البقرة:29] بي و بنفسه و ما ظهر إلا بي و ما بطن إلا بي و ما صحت الأولية إلا بي و ما ثبتت الآخرية إلا بي فإنا كل شيء فهو بي عليم فلو لم أكن بمن كان يكون عالما فأنا أعطيته العلم و هو أعطاني و الوجود فارتبطت الأمور بيني و بينه و قد اعترف لي بذلك في تقسيمه الصلاة بيني و بينه على السواء لأنه علم أنه لي كما أنه له فلا بد مني و منه فلا بد من واجب و ممكن و لو لم يكن كذلك لكان عاطلا غير حال فإنا زينته فهو أرضي إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها فظهر بي اقتداره و نفوذ أحكامه و سلطان مشيئته فلو لم أكن لم تكن زينته ثم قلب الأمر فجعلني أرضا و كان زينة لي و قلدني الإمامة فلم أجد على من أكون إماما إلا عليه و عين إمامتي ما زينتي به و ما زينتي إلا بهويته فهو سمعي و بصري و لساني و يدي و رجلي و مؤيدي و جعلني نورا كلي فزينني به له ﴿وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهٰا﴾ [الزمر:69] و هو ﴿نُورُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ﴾ [النور:35] و ذكر أن الأرض ذلول و هل ثم أذل مني و أنا تحت عزته و لما خلق الخلق و عرفني بما خلق قال لي اجعل بالك و تفرج في صنعي بخلقي فكلف و أنا أنظر إلى ما يريد إظهاره مما لا علم لي به فحد الحدود فتجاوزتها العبيد و قال فلم يسمع له مقال و أمر فلم يمتثل أمره ابتداء و نهي فلم يمتثل له نهي ابتداء و قال فاعترض كيف تجعل فيها من يفسد فيها فجعلوا نظرهم أصلح من نظره و علمهم أتم من علمه فقال لي أنت قلت إنك ذلول و لا ذلة أعظم من ذلتك و أي ذلة أعظم من ذلة من أذلة الذليل هذا الملك يعترض هذا الخليفة وليته و نهيته فعصى هذا اللعين أمرته بالسجود فأبى و ادعى الخيرية على من هو خير منه فهل رأيت بعينك إلا من اعترف بعظمتي و نفوذ اقتداري و مع ذلك خالفني و اعترض علي و تعدى حدي فلو كانت عزتي و عظمتي حالا لهم زينتهم بها ما وقع شيء من ذلك فهم أرض مرداء جرداء لا نبات فيها فلا زينة عليها فعلمت أنه متى أتيت علي فزينتهم بي فرأيتني زينتي فعظموني و ما عظمني إلا زينتي فقال المعترض لا علم لنا و قال من نهيته ربنا ظلمنا أنفسنا و قال من خالف أمري ﴿إِنِّي أَخٰافُ اللّٰهَ رَبَّ الْعٰالَمِينَ﴾ [المائدة:28]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية