فاعلم أنه من الباب الذي قررناه و هو أنه لا يضاف إلى الحق إلا ما أضافه الحق إلى نفسه أو أمر به رسوله أو من آتاه علما من لدنه كالخضر المنصوص عليه فهذا من ذلك الباب فلما كان هذا الخطيب عريا من العلم اللدني و لم يكن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم تقدم إليه في إباحة مثل هذا لهذا ذمه و قال بئس الخطيب أنت فإنه كان ينبغي له أن لا يجمع بين الحق و الخلق في ضمير واحد إلا بإذن إلهي من رسول أو علم لدني و لم يكن واحد من هذين الأمرين عنده فلهذا ذمه رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و «قد قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في حديث رويناه عنه في خطبة خطبها فذكر اللّٰه تعالى فيها و ذكر نفسه صلى اللّٰه عليه و سلم ثم جمع بين ربه تعالى و بين نفسه فيها في ضمير واحد فقال» ﴿مَنْ يُطِعِ اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ﴾ [النساء:13] فقد رشد و من يعصهما فلا يضر إلا نفسه و لا يضر اللّٰه شيئا ﴿وَ مٰا يَنْطِقُ﴾ [ النجم:3] صلى اللّٰه عليه و سلم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية