فلم يؤاخذكم على ما تركتم من الثناء عليه مما أثنى به على نفسه و لم يعجل عليكم العقوبة ﴿غَفُوراً﴾ [النساء:23] بما ستره عنكم من علم ذلك ممن هو بهذه المثابة فإذا أراد العبد نجاة نفسه و تحصيل أسباب سعادته فلا يحمد اللّٰه إلا بحمده كان ما كان على علم اللّٰه في ذلك من غير تعيين فإن قبضه اللّٰه تعالى على ذلك اطلع على الأمر على ما هو عليه إذا لم يكن من أهل الكشف في الحياة الدنيا و إن لم يفعل و تأول فهو لما تأوله و حرمه اللّٰه كل ما خرج عن تأويله فلم يره فيه و هذا أعظم الحرمان و عند الكشف الأخروي يرى ما كان عليه من سوء الأدب مع اللّٰه و الجهل به كما ورد أن أهل هذا المقام إذا تجلى لهم الحق تعالى في الآخرة ينكرونه و لا يقرون به لأنهم ما عبدوا ربا إلا مقيدا بعلامة فإذا ظهر لهم بتلك العلامة أقروا له بالربوبية و هو عين ما أنكروه و أي جهل أعظم من أن يقر بما هو له منكر و يتضمن هذا المنزل علم الوافدين على اللّٰه و علم أنواع الفتوح و مجيء المعاني بمجيء من قامت به فينسب المجيء إليها لا إليه و علم الزمان
«الوصل السادس»من خزائن الجود فيما
يناسب
و يتعلق به المنزل السادس
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية