و الصورة قد تكون في اللسان الأمر و الشأن «فقوله إن اللّٰه خلق آدم على صورته» أي على أمره و شأنه فالله غالب على أمره أي على من أظهره بصورته أي بأمره فإن له حكم العزل فيه مع بقاء نشأته فيدلك ذلك على أنه ما أراد بالصورة النشأة و إنما أراد الأمر و الحكم فالعالم لا يعدل عن سنن العلم و مراد اللّٰه في الأشياء و هذا الأمر وحده على الاختصاص من آثار الجوزاء خاصة و هي برج هوائي فطابق الأمر «قول النبي ﷺ إن الرب كان في عماء» بالمد و الهمزة و هو السحاب الرقيق ما فوقه هواء و ما تحته هواء فنفى عن هذا العماء إحاطة الهواء به و ما تعرض لنفي الهواء فالأمر لله فليست نسبة العماء إليه بأولى من نسبة الهواء فنفى الإحاطة الهوائية بهذا العماء لا بد فيه من نفي المجموع لا الجميع و قد بينا في النفس الرحماني حديث العماء و الجوزاء بين الماء و التراب لأنها بين الثور و السرطان كآدم بين الماء و الطين و لهذا كان حكم الهواء أعم من سائر الأركان لأنه يتخلل كل شيء و له في كل شيء سلطان فيزلزل الأرض و يموج الماء و يجريه و يوقد النار و به حياة كل نفس متنفس و له الإنتاج في الأشجار و هو الرياح اللواقح فهذا الأثر الثاني من الأقسام الاثني عشر و أما الأثر الثالث و هو ما يظهر في العالم مما يمكن أن يستغني عنه و إنما ظهر مع الاستغناء عنه لتظهر مرتبة قوة الاثنين لئلا يقال ما في الوجود إلا اللّٰه مع ظهور الممكنات و المخلوقين فيعلم ﴿فَإِنَّ اللّٰهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعٰالَمِينَ﴾ [آل عمران:97]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية