﴿عَلىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خٰاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللّٰهِ﴾ [الحشر:21] فإنهم علموا قدر من أنزله فرزقهم اللّٰه من القوة ما يطيقون به حمل ذلك الجلال فإذا سمعوا في اللّٰه ما يخالف ما تجلى لهم فيه ﴿تَكٰادُ السَّمٰاوٰاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَ تَخِرُّ الْجِبٰالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمٰنِ وَلَداً﴾ و قد سمع ذلك أهل اللّٰه و رسله و ما جرى عليهم شيء من ذلك لما أعطاهم من قوة العلم إذ لا أقوى من العلم فتجلى لهم في قوله ﴿لَوْ أَرٰادَ اللّٰهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً﴾ [الزمر:4] و ﴿لَوْ أَرَدْنٰا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لاَتَّخَذْنٰاهُ مِنْ لَدُنّٰا﴾ [الأنبياء:17] فعلم أهل اللّٰه من رسول و نبي و ولي ما لم تعلمه السموات و الأرض و الجبال من اللّٰه فانتج لهم هذا العلم بالله قوة في نفوسهم حملوا بها ما سمعوه من قول من قال إن المسيح ابن اللّٰه و إن عزيرا ابن اللّٰه : و لم يتزلزلوا و لو نزل ذلك على من ليست له هذه القوة لذاب في عينه لعظيم ما جاءه فانظر ما أكثف حجاب من اعتقد أن لله ولدا و ما أشد عماه عن الحقائق و ما مر علي في التجلي الإلهي أمر حيرني و أضعف قوتي أشد من قول الملائكة
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية