﴿مٰا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ﴾ [ق:29] و هكذا يكون اللّٰه علمه في الأشياء سابق لا يحدث له علم بل يحدث التعلق لا العلم و لو حدث العلم لم تقع الثقة بوعده لأنا لا ندري ما يحدث له فإن قلت فهذا أيضا يلزم في الوعيد قلنا كذا كنا نقول و لكن علمنا أنه ما أرسل رسولا إلا بلسان قومه و بما تواطئوا عليه من كل ما هو محمود فيعاملهم بذلك في شرعهم كذا سبق علمه ﴿وَ هٰذٰا لِسٰانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ﴾ [النحل:103] و مما يتمدح به أهل هذا اللسان بل هو مدح في كل أمة التجاوز عن إنفاذ الوعيد في حق المسيء و العفو عنه و الوفاء بالوعد الذي هو في الخير و هو الذي يقول فيه شاعر العرب
و إني إذا أوعدته أو وعدته *** لمخلف إيعادى و منجز موعدي
فكان إنزال الوعيد بعلم اللّٰه الذي سبق بإنزاله و لم يكن في حق قوم إنفاذه في علم اللّٰه و لو كان في علم اللّٰه لنفذ فيهم كما ينفذ الوعد الذي هو في الخير لأن الإيعاد لا يكون إلا في الشر و الوعد يكون في الخير و في الشر معا يقال أوعدته في الشر و وعدته في الشر و الخير و قال تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية