و جعله الحق تعالى روحا إذ كان جبريل روحا فما تكون عيسى إلا عن اثنين فجبريل وهب لها عيسى في النفخ فلم يشعروا لذلك كما ينفخ الروح في الصورة عند تسويتها فما عرفوا روح عيسى و لا صورته و إن صورة عيسى مثل تجسد الروح لأنه عن تمثل فلو تفطنت لخلق عيسى لرأيت علما عظيما تقصر عنه أفهام العقلاء فإذا كبرت ربك فكبره كما كبر نفسه تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا و هم الذين يكبرونه عما لم يكبر نفسه «في قوله يفرح بتوبة عبده و يتبشبش إلى من جاء إلى بيته و يباهي ملائكته بأهل الموقف و يقول جعت فلم تطعمني» فأنزل نفسه منزلة عبده فإن كبرته بأن تنزهه عن هذه المواطن فلم تكبره بتكبيرة بل أكذبته فهؤلاء هم الظالمون على الحقيقة فليس تكبيره إلا ما كبر به نفسه فقف عند حدك و لا تحكم على ربك بعقلك
(الفصل التاسع في الذكر بالتهليل)
هذا هو ذكر التوحيد بنفي ما سواه و ما هو ثم فإن لم يكن ثم و نفيت النفي فقد أثبت فإن اللّٰه تعالى يقول ﴿وَ قَضىٰ رَبُّكَ أَلاّٰ تَعْبُدُوا إِلاّٰ إِيّٰاهُ﴾ [الإسراء:23]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية