و قال ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خٰاشِعَةٌ عٰامِلَةٌ نٰاصِبَةٌ تَصْلىٰ نٰاراً حٰامِيَةً تُسْقىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ لَيْسَ لَهُمْ طَعٰامٌ إِلاّٰ مِنْ ضَرِيعٍ﴾
[الخشوع لا يكون إلا عن تجل على القلوب]
و لا يكون الخشوع حيث كان إلا عن تجل إلهي على القلوب في المؤمن عن تعظيم و إجلال و في الكافر عن قهر و خوف و بطش «قال عليه السّلام حين سئل عن كسوف الشمس إن اللّٰه إذا تجلى لشيء خشع له خرجه البزار» و إذا وقع التجلي حصل الخشوع و أورث التجلي العلم و العلم يورث الخشية ﴿إِنَّمٰا يَخْشَى اللّٰهَ مِنْ عِبٰادِهِ الْعُلَمٰاءُ﴾ [فاطر:28]
[الغت و الغط في نزول الوحى]
و الخشية تعطي الخشوع و الخشوع يعطي التصدع و هو انفعال الطبع للخشوع و التصدع تقصف و تكسر في الأعضاء و الغطيط الذي يسمع فيها كل ذلك من أثر الطبع القابل لأثر الوارد في التجلي الإلهي و هو الذي كنى عنه الشرع بالغت و الغط في نزول الوحي عليه كصلصلة الجرس و هو أشده عليه فإن نزوله شديد على هذا الهيكل البشري و لا سيما إن كان النزول بالقرآن كما قال ﴿وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبٰالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ﴾ [الرعد:31] و قد يكون من الجبال القوة الماسكة الطبع الذي من شأنه الميل نظير الميد في الأرض و يكون من الأرض أرض الأجسام الطبيعية
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية