﴿هٰذٰا أَكْبَرُ﴾ و اختصت على المذهبين بالقلب من الكرة و هي السماء الرابعة و فيها إدريس عليه السلام و اللّٰه قد ذكر أنه رفعه ﴿مَكٰاناً عَلِيًّا﴾ [مريم:57] فعلو هذا المكان من كونه قلب الأفلاك فهو مكان عال بالمكانة و ما فوقه و إن كان دونه فهو أعلى بالمسافة و بنسبته إلى رءوسنا و هو الذي أحدث الليل و النهار بطلوعه و غروبه الذي جعل اللّٰه لهما الغشيان و هو النكاح و الإيلاج لظهور أعيان المولدات و ما يحدث اللّٰه في الليل و النهار من المخلوقات عن هذا الإيلاج و الغشيان و جعل لكل واحد من هذين الموجودين عن الحركة الشمسية الطلب الحثيث لإبراز أعيان الحوادث عن هذا الطلب
[اختياره محمد ص]
و أما اختياره محمدا ﷺ فلما اقتضاه مزاجه دون الأمزجة الإنسانية من الكمال و الاعتدال إذ به شاهد نبوته و آدم بين الماء و الطين و هو متفرق الأجزاء في المولدات العنصرية و هي مسألة دقيقة لا يعرفها إلا من عرف أخذ الذرية من ظهر آدم حين ﴿أَشْهَدَهُمْ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ﴾ [الأعراف:172]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية