على قلب من اصطفاه اللّٰه به من عباده فلا سبيل إلى تخطئة عالم في تأويل يحتمله اللفظ فإن مخطئه في غاية من القصور في العلم و لكن لا يلزمه القول به و لا العمل بذلك التأويل إلا في حق ذلك المتأول خاصة و من قلده
(السؤال التاسع و العشرون و مائة)قوله تعالى
﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ [البقرة:152]
ما هذا الذكر
الجواب هذا ذكر الجزاء الوفاق قال تعالى ﴿جَزٰاءً وِفٰاقاً﴾ [النبإ:26] فذكر اللّٰه في هذا الموطن هو المصلي عن سابق ذكر العبد قال تعالى ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ﴾ [الأحزاب:43] أي يؤخر ذكره عن ذكركم فلا يذكركم حتى تذكروه و لا تذكرونه حتى يوفقكم و يلهمكم ذكره فيذكركم بذكره إياكم فتذكروه به أو بكم فيذكركم بكم و به بالواو لا بأو فإن له الذكرين معا و قد يكون لبعض العلماء الذكران معا و قد يكون الذكر الواحد دون الآخر في حق بعض الناس
[أحوال ذكر النفس بالجزاء الوفاق في كل وجه]
و تختلف أحوال الذاكرين منا فمنا من يذكره في نفسه و هم على طبقات طبقة تذكره في نفسها و الضمير من النفس يعود على اللّٰه من حيث الهو و شخص يذكره في نفسه و الضمير يعود على الشخص و شخص يذكره في نفسه و الضمير يعود على اللّٰه من حيث ما هو خالقها لا من حيث ما هي نفسه من كونها ظاهرة في مظهر خاص فإذا ذكره كل شخص من هؤلاء إما بوجه واحد من هذه الوجوه أو بكل الوجوه فإن اللّٰه يذكره في نفسه و قد يكون قوله ذكرته في نفسي عين ذكر هذا العبد ربه في نفسه من حيث ما هو الضمير يعود على اللّٰه من نفسه من حيث ما هي نفسه عينا لا من حيث ما هي نفسه خلقا فيكون عين ذكر العبد هو عين ذكر الحق كما قلنا في قوله ﴿وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اللّٰهُ﴾ [آل عمران:54] و هو عين مكرهم عين مكر اللّٰه بهم لا أنه استأنف مكرا آخر و يؤيده أيضا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية