العلم علمان موهوب و مكتسب فالعلم الموهوب لا ميزان له و العلم المكتسب هو ما حصل عن التقوى و العمل الصالح و تدخله الموازنة و التعيين فإن كل تقوى و عمل مخصوص له علم خاص لا يكون إلا له فثم من يتقي اللّٰه لله و من يتقي اللّٰه للنار و من يتقي اللّٰه للشيطان و من يتقي اللّٰه لمن لا يتقي اللّٰه و كل تقوى لها عمل خاص و علم خاص يحصل لمن له هذه التقوى
[انفاق الرجل على نفسه الذي له به صدقة]
فانفاق الرجل على نفسه الذي له به صدقة هو ما يغذيها به من هذه العلوم المكتسبة التي بها حياته الأبدية في الدنيا و الآخرة و ذلك أن كل معروف صدقة و أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة و لا معروف إلا اللّٰه فلا أهل إلا أهل اللّٰه
[الناصح نفسه من وقى عرضه]
فالناصح نفسه من وقى عرضه فإنه من صدقاته على نفسه و وقاية العرض أن لا يجري عليه من جانب الحق لسان ذم لا غير فيكون محمودا بلسان الشرع و بكل لسان إلهي من ملك و حيوان و نبات و معدن و فلك و كل ما عدا الثقلين و بعض الثقلين و هل يتصور أن يقي عرضه من جميع الثقلين هذا لا يتصور لأن الأصل الذي هو اللّٰه لم يبق عرضه من ألسنة خلقه إلا أنه يمكن أن يرتفع عن العرض و إذا أمكن فقد وقى نفسه الذي هو عرضه أن يكون له أثر في نفسه لا أنه وقى عرضه أن يقال فيه و هو معنى قوله ﴿وَ مٰا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ﴾ [ سبإ:39]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية