لا بذاته و اعلم أيها المتلقي أنه كل ما دخل تحت الحصر فهو مبدع أو مخلوق و هو محلك فلا تطلب الحق لا من داخل و لا من خارج إذ الدخول و الخروج من صفات الحدوث فانظر الكل في الكل تجد الكل فالعرش مجموع و الكرسي مفروق
يا طالبا لوجود الحق يدركه *** ارجع لذاتك فيك الحق فالتزم
﴿اِرْجِعُوا وَرٰاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً﴾ [الحديد:13] فلو لم يرجعوا لوجدوا النور فلما رجعوا باعتقاد القطع ضرب بينهم بالسور و إلا لو عرفوا من ناداهم بقوله ﴿اِرْجِعُوا وَرٰاءَكُمْ﴾ [الحديد:13] لقالوا أنت مطلوبنا و لم يرجعوا فكان رجوعهم سبب ضرب السور بينهم فبدت جهنم ﴿فَكُبْكِبُوا فِيهٰا هُمْ وَ الْغٰاوُونَ﴾ [الشعراء:94] و بقي الموحدون يمدون أهل الجنان بالولدان و الحور الحسان من حضرة العيان فالوزير محل صفات الأمير و الصفة التي انفرد بها الأمير وحده هي سر التدبير الذي خرجت عنه الصفات فعلم ما يصدر له من صفته و فعله جملة و لم يعلم ذلك الوزير إلا تفصيلا و هذا هو الفرق فتأمل ما قلناه تجد الحق إن شاء اللّٰه فإذا تبين هذا و تقرر أن الألف هي ذات الكلمة و اللام ذات عين الصفة و الميم عين الفعل و سرهم الخفي هو الموجد إياهم
«وصل» [تتمة الكلام على الم ذلك الكتاب من طريق الاسرار]
id="p386" class=" G" /> فنقول فقوله ﴿ذٰلِكَ الْكِتٰابُ﴾ [البقرة:2]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية