[تكرار مسح الرأس هل هو فضيلة]
بقي من تحقيق هذه المسألة التوقيت في المسح على الرأس هل في تكراره فضيلة أم لا فمن الناس من قال إنه لا فضيلة فيه و منهم من قال إن فيه فضيلة و هذا يستحب في جميع أفعال الوضوء في جملة أعضائه سواء غير أنه يقوى في بعض الأعضاء و يضعف في بعض الأعضاء أعني التكرار و لا خلاف في وجوب الواحدة إذا عمت العضو
[لا تكرار في العالم للاتساع الإلهي]
فأما مذهبنا في الأصل فلا تكرار في العالم للاتساع الإلهي فنمنع هذا اللفظ و لا نمنع وجود الأمثال بالتشابه الصوري فنعلم قطعا أن الحركات يشبه بعضها بعضا في الصورة و إن كانت كل واحدة منها ليست عين الأخرى فمذهبنا أن ننظر حكم الشارع في ذلك فإن عدد بالأمثال عددنا بالأمثال كما نقول عقيب الصلاة سبحان اللّٰه ثلاثا و ثلاثين فمثل هذا إلا نمنعه فقد يقع التعدد في عمل الوضوء تأكيد الإزالة حكم الغفلات السريعة الحكم في الإنسان فعلى فهذا يكون في التكرار فضيلة فإن تيقن بالحضور فلا فضيلة فإن الفضل هو الزائد و ما زاد هذا المتوضئ حكما بوجود غفلة أو سهو فيكرر فلم تصح الزيادة و لكن الصحيح عندنا إن التكرار فيه فضيلة لأنه نور على قدر ما حده الشارع المبين للاحكام و قد ورد في الكتاب و السنة في تشبيه نور اللّٰه بالمصباح في الزجاجة في المشكاة الآية بكمالها و قال في آخرها ﴿نُورٌ عَلىٰ نُورٍ﴾ [النور:35] أي ورد في نور على نور كالدليلين و الثلاثة على المدلول الواحد و
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية