الفتوحات المكية

وصايا الشيخ الأكبر

وهو الباب 560 الذي ختم به الشيخ محي الدين موسوعة الفتوحات المكية بمجموعة وصايا جامعة

وهو يمثل السفرين السادس والثلاثين والسابع والثلاثين وفق مخطوطة قونية


[أن الإنسان مجبول على الفاقة والحاجة]

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

[أن الإنسان مجبول على الفاقة والحاجة]

واعلم أن الإنسان مجبول على الفاقة والحاجة فهو مجبول على السؤال فإن رزقك الله يقينا فلا تسأل إلا الله تعالى في طلب نفع يعود عليك أو دفع ضرر نزل بك فإذا سألك أحد بالله لا بقرابة ولا بشي‏ء غير الله عز وجل فأعطه مسألته بحيث لا يعلم بذلك أحد إلا هو خاصة ولا بد لك في مثل هذه الأعطية أن تعرفها له فإنه ينجبر في نفسه ما انكسر منها عند سؤاله فإذا لم يعلم أن سؤاله نفع انكسر فلا بد أن تجيبه إلى مسألته على علم منه فإن علمت بحاله من غير سؤال منه فمثل هذا تعمل أن تعطيه مسألته بالحال من غير أن يعلم أنك أعطيته فإنه يخجل بلا شك ولا سيما إن كان من أهل المروءات والبيوت وممن لم تتقدم له عادة بذلك وفرق بين الحالتين فإن الفرق بينهما دقيق فإن السائل الأول يخجل إذا لم يعلم أنك أعطيته والثاني يخجل إذا علم أنك أعطيته والمقصود رفع الخجل عن صاحب الفاقة

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!