الفتوحات المكية

وصايا الشيخ الأكبر

وهو الباب 560 الذي ختم به الشيخ محي الدين موسوعة الفتوحات المكية بمجموعة وصايا جامعة

وهو يمثل السفرين السادس والثلاثين والسابع والثلاثين وفق مخطوطة قونية


(حكاية)

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

(حكاية)

(حكاية)

حرمة في سلب نعمة مر زياد بن أمية بالحيرة فنظر إلى دير فقال لخادمه لمن هذا قال دير حرقة بنت النعمان بن المنذر فقال ميلوا بنا إليه نسمع كلامها فجاءت فوقفت خلف الباب فكلمها الخادم فقال لها كلمي الأمير قالت أوجز أم أطيل قال بل أوجزي قالت كنا أهل بيت طلعت الشمس علينا وما على الأرض أحد أعز منا فما غربت تلك الشمس حتى رحمنا عدونا قال فأمر لها بأوساق من شعير فقالت أطعمتك يد شبعاء جاعت‏

ولا أطعمتك يد جوعا شبعت فسر زياد بكلامها فقال لشاعر معه قيد هذا الكلام لا يدرس يعني انظمه فقال‏

سل الخير أهل الخير قد ما ولا تسل *** فتى ذاق طعم الخير منذ قريب‏

ونظمنا نحن في هذا المعنى‏

سل الخير أهل الخير إن كنت سائلا *** ولا تسأل المعروف من محدث المال‏

فإن اليد الجوعاء تبخل بالذي *** أصابته من خير على الكاسف البالي‏

فإن غلطت جادت وتمتن بالذي *** تجود به يوما على الترب الحالي‏

وإن اليد الشبعاء جادت بما تجد *** على طيب نفس في سرور وإقبال‏

في الحكمة ثواب الجود خلفة ومحبة ومكافاة وثواب البخل حرمان وإتلاف ومذمة وكتب حكيم إلى الإسكندر اعلم أن الأيام تأتي على كل شي‏ء فتخلفه وتخلق آثاره وتميت الأفعال إلا ما رسخ في قلوب الناس فأودع قلوبهم محبة أبدية يبقى بها حسن ذكرك وكريم فعلك وشرف آثارك وفد علينا ونحن بإشبيلية شيخ شاعر يعرف بالسبيتي من قرطبة رحمه الله وكان صاحب الديوان عندنا زكريا بن سنان أديبا حاذقا فطنا ولم يكن للسبيتي موضع ينزل فيه فكتب إلى صاحب الديوان‏

أ تحفل بالفرزدق والكميت *** وفي قيد الحياء شعر السبيتي‏

يروعني بشعرهما أناس *** وجهلا روعوا حيا بميت‏

لئن أسكنتني بيتا رفيعا *** لتسكن من ثنائي ألف بيت‏

فوقع له صاحب الديوان بيتا نزل فيه واعتذر إليه ووصله بنفقة قيل لبزرجمهر عند ما قدم للقتل تكلم بكلام تذكر به فقال أي شي‏ء أقول إن الكلام كثير ولكن إن أمكنك أن تكون حديثا حسنا فافعل ولنا

إنما الناس حديث كلهم *** فلتكن خير حديث يسمع‏

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!