وصايا الشيخ الأكبر
وهو الباب 560 الذي ختم به الشيخ محي الدين موسوعة الفتوحات المكية بمجموعة وصايا جامعة
وهو يمثل السفرين السادس والثلاثين والسابع والثلاثين وفق مخطوطة قونية
(و أوصى)
(و أوصى)
(و أوصى)
بعض الصالحين إنسانا فقال أكثر مساءلة الحكماء وليكن أول شيء تسأل عنه العقل لأن جميع الأشياء لا تدرك إلا بالعقل ومتى أردت الخدمة لله فاعقل لمن تخدم ثم اخدم سأل إبراهيم الإخميمي ذا النون أن يوصيه بوصية يحفظها عنه قال وتفعل قال إبراهيم قلت نعم إن شاء الله فقال يا إبراهيم احفظ عني خمسا فإن أنت حفظتهن لم تبال ما ذا أصبت بعدهن قلت وما هن رحمك الله قال عانق الفقر وتوسد الصبر وعاد الشهوات وخالف الهوى وأفزع إلى الله في أمورك كلها فعند ذلك يورثك الشكر والرضاء والخوف والرجاء والصبر وتورثك هذه الخمسة خمسة العلم والعمل وأداء الفرائض واجتناب المحارم والوفاء بالعهود ولن تصل إلى هذه الخمسة إلا بخمس علم غزير ومعرفة شافية وحكمة بالغة وبصيرة ناقدة ونفس راهبة والويل كل الويل لمن بلي بخمس حرمان وعصيان وخذلان واستحسان النفس بما يسخط الله والإزراء على الناس بما يأتي وأقبح القبح خمس قبح الفعال ومساوي الأعمال وثقل الظهور بالأوزار والتجسس على الناس بما لا يحب الله ومبارزة الله بما يكره وطوبى ثم طوبى لمن أخلص خمسة من أخلص علمه وعمله وحبه وبغضه وأخذه وعطاءه وكلامه وصمته وقوله وفعله واعلم يا إبراهيم أن وجوه الحلال خمسة تجارة بالصدق وصناعة بالنصح وصيد البر والبحر وميراث حلال الأصل وهدية من موضع ترضاها فكل الدنيا فضول إلا خمسة خبز يشبعك وماء يرويك وثوب يسترك وبيت يكنك وعلم تستعمله ويحتاج أيضا أن يكون معه خمسة أشياء الإخلاص
والنية والتوفيق وموافقة الحق وطيب المطعم والملبس وخمسة أشياء فيها الراحة ترك قرناء السوء والزهد في الدنيا والصمت وحلاوة الطاعة إذا غبت عن أعين المخلوقين وترك الازدراء على عباد الله حتى لا تزدري على أحد يعصي الله وعندها يسقط عنك خمس المراء والجدال والرياء والتزين وحب المنزلة وخمس فيهن جمع الهم قطع كل علاقة دون الله وترك كل لذة فيها حساب والتبرم بالصديق والعدو وخفة الحال وترك الادخار وخمس يا إبراهيم بتوقعهن العالم نعمة زائلة أو بلية نازلة أو ميتة قاضية أو فتنة قاتلة أو تزل قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها حسبك يا إبراهيم إن عملت بما علمتك منظوم لأبي العتاهية في هذا الباب