Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

المكتبة الأكبرية: القرآن الكريم: سورة الرحمن: [الآية 13]

سورة الرحمن
فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿13﴾

تفسير الجلالين:

(فبأي آلاء) نعم (ربكما) أيها الإنس والجن (تكذبان) ذكرت إحدى وثلاثين مرة، والاستفهام فيها للتقرير لما روي الحاكم عن جابر قال: "" قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الرحمن حتى ختمها، ثم قال: مالي أراكم سكوتا، لَلْجن كانوا أحسن منكم ردا ما قرأت عليهم هذه الآية من مرة (فبأي آلاء ربكما تكذبان) إلا قالوا: ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد "".

تفسير الشيخ محي الدين:

تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (78)

[ مناسبة الإكرام للجلال : ]

الجلال نعت إلهي يعطي في القلوب هيبة وتعظيما ، وبه ظهر الاسم الجليل ، وهو يدل على الضدين ، فيعطى حكمه نعوت التنزيه والتشبيه ، ولحضرة الجلال السبحات الوجهية المحرقة ، ولهذا لا يتجلى في جلاله أبدا ، لكن يتجلى في جلال جماله لعباده ، فهو «ذُو الْجَلالِ» أي صاحب الجلال الذي نجده في نفوسنا «وَالْإِكْرامِ» بنا ،

فالكرم يتبع أبدا الجلال من حيث ما يعطيه وضع الجلال ، فإن السامع إذا أخذ الجلال على العظمة أدركه القنوط ، لعدم الوصول إلى من له العظمة ، لما يرى نفسه عليه من الاحتقار والبعد عن التفات ما يعطيه مقام العظمة إليه ، فأزال اللّه عن وهمه ذلك الذي تخيله بقوله :" وَالْإِكْرامِ»

أي وإن كانت له العظمة ، فإنه يكرم خلقه وينظر إليهم بجوده وكرمه ، نزولا منه من هذه العظمة ، فلما سمع القانط ذلك ، عظم في نفسه أكثر مما كان عنده أولا من عظمته ،

وذلك لأن العظمة الأولى التي كان يعظّم بها الحق كانت لعين الحق عن انكسار من العبد وذلة ، فلما وصف الحق نفسه بأنه يكرم عباده بنزوله إليهم ، حصل في نفس المخلوق أن اللّه ما اعتنى به هذه العناية إلا وللمخلوق في نفس هذا العظيم ذي الجلال تعظيم ،

فرأى نفسه معظما ، فلذلك زاد في تعظيم الحق في نفسه إيثارا لجنابه لاعتناء الحق به على عظمته ، فزاد الحق بالكرم تعظيما في نفس هذا العبد أعظم من العظمة الأولى ،

فإن كرامته بنا إعطاؤنا الوجود ، وهو تعالى كريم بما وهب وأعطى وجاد وامتن به من جزيل الهبات والمنح ، والتزام الجلال والإكرام التزام الألف واللام ، فكان الجلال للتنزيه عن التشبيه ، وكان الإكرام للتنويه به في نفي التشبيه بالشبيه.


(56) سورة الواقعة مكيّة

------------

(78) الفتوحات ج 2 / 541 - ج 4 / 252 ، 344

تفسير ابن كثير:

وقوله : ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) أي : فبأي الآلاء - يا معشر الثقلين ، من الإنس والجن - تكذبان ؟ قاله مجاهد ، وغير واحد . ويدل عليه السياق بعده ، أي : النعم ظاهرة عليكم وأنتم مغمورون بها ، لا تستطيعون إنكارها ولا جحودها ، فنحن نقول كما قالت الجن المؤمنون : " اللهم ، ولا بشيء من آلائك ربنا نكذب ، فلك الحمد " . وكان ابن عباس يقول : " لا بأيها يا رب " . أي : لا نكذب بشيء منها .

قال الإمام أحمد : حدثنا يحيى بن إسحاق ، حدثنا ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة ، عن أسماء بنت أبي بكر قالت : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقرأ وهو يصلي نحو الركن قبل أن يصدع بما يؤمر ، والمشركون يستمعون ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) .


تفسير الطبري :

قوله تعالى: ‏{‏الرحمن، علم القرآن‏}‏ قال سعيد بن جبير وعامر الشعبي: الرحمن فاتحة ثلاث سور إذا جمعن كن اسما من أسماء الله تعالى ‏{‏الر‏}‏ و‏{‏حم‏}‏ و‏{‏ن‏}‏ فيكون مجموع هذه الرحمن ‏.‏ ‏{‏علم القرآن‏}‏ أي علمه نبيه صلى الله عليه وسلم حتى أداه إلى جميع الناس‏.‏ وأنزلت حين قالوا‏:‏ وما الرحمن‏؟‏ وقيل‏:‏ نزلت جوابا لأهل مكة حين قالوا‏:‏ إنما يعلمه بشر وهو رحمن اليمامة، يعنون مسيلمة الكذاب، فأنزل الله تعالى: ‏{‏الرحمن‏.‏ علم القرآن‏}‏‏.‏ وقال الزجاج‏:‏ معنى ‏{‏علم القرآن‏}‏ أي سهله لأن يذكر ويقرأ كما قال: ‏{‏ولقد يسرنا القرآن للذكر‏} [‏القمر‏:‏ 17‏]‏‏.‏ وقيل‏:‏ جعله علامة لما تعبد الناس به‏.‏ ‏{‏خلق الإنسان‏}‏ قال ابن عباس وقتادة والحسن يعني آدم عليه السلام‏.‏ ‏{‏علمه البيان‏}‏ أسماء كل شيء‏.‏ وقيل‏:‏ علمه اللغات كلها‏.‏ وعن ابن عباس أيضا وابن كيسان‏:‏ الإنسان ها هنا يراد به محمد صلى الله عليه وسلم، والبيان بيان الحلال من الحرام، والهدى من الضلال‏.‏ وقيل‏:‏ ما كان وما يكون، لأنه بين عن الأولين والآخرين ويوم الدين‏.‏ وقال الضحاك: ‏{‏البيان‏}‏ الخير والشر‏.‏ وقال الربيع بن أنس‏:‏ هو ما ينفعه وما يضره، وقاله قتادة‏: وقيل‏: {‏الإنسان‏}‏ يراد به جميع الناس فهو اسم للجنس و‏{‏البيان‏}‏ على هذا الكلام والفهم، وهو مما فضل به الإنسان على سائر الحيوان‏.‏ وقال السدي‏:‏ علم كل قوم لسانهم الذي يتكلمون به‏.‏ وقال يمان‏:‏ الكتابة والخط بالقلم‏.‏ نظيره ‏{‏علم بالقلم‏.‏ علم الإنسان ما لم يعلم‏}‏ [العلق‏:‏ 4‏]‏‏.‏ ‏{‏الشمس والقمر بحسبان‏}‏ أي يجريان بحساب معلوم فأضمر الخبر‏.‏ قال ابن عباس وقتادة وأبو مالك‏:‏ أي يجريان بحساب في منازل لا يعدوانها ولا يحيدان عنها‏.‏ وقال ابن زيد وابن، كيسان‏:‏ يعني أن بهما تحسب الأوقات والآجال والأعمار، ولولا الليل والنهار والشمس والقمر لم يدر أحد كيف يحسب شيئا لو كان الدهر كله ليلا أو نهاراً‏.‏ وقال السدي: ‏{‏بحسبان‏}‏ تقدير آجالهما أي تجري بآجال كآجال الناس، فإذا جاء أجلهما هلكا، نظيره: ‏{‏كل يجري لأجل مسمى‏}‏ [الزمر‏:‏ 5‏]‏‏.‏ وقال الضحاك‏:‏ بقدر‏.‏ مجاهد: ‏{‏بحسبان‏}‏ كحسبان الرحى يعني قطبها يدوران في مثل القطب‏.‏ والحسبان قد يكون مصدر حسبته أحسبته بالضم حسبا وحسبانا، مثل الغفران والكفران والرجحان، وحسابة أيضا أي عددته‏.‏ وقال الأخفش‏:‏ ويكون جماعة الحساب مثل شهاب وشهبان‏.‏ والحسبان أيضا بالضم العذاب والسهام القصار، وقد مضى في الكهف الواحدة حسبانة، والحسبانة أيضا الوسادة الصغيرة، تقول منه‏:‏ حسبته إذا وسدته، قال‏:‏ لثويت غير مُحَسَّب ** أي غير موسَّد يعني غير مكرم ولا مكفن ‏{‏والنجم والشجر يسجدان‏}‏ قال ابن عباس وغيره‏:‏ النجم ما لا ساق له والشجر ما له ساق، وأنشد ابن عباس قول صفوان بن أسد التميمي‏:‏ لقد أنجمَ القاعُ الكبيرُ عضاهَهَ ** وتم به حيا تميم ووائل وقال زهير بن أبي سلمى‏:‏ مكلل بأصول النجم تنسجه ** ريح الجنوب لضاحي مائه حبك واشتقاق النجم من نجم الشيء ينجم بالضم نجوما ظهر وطلع، وسجودهما بسجود ظلالهما، قاله الضحاك‏.‏ وقال الفراء‏:‏ سجودهما أنهما يستقبلان الشمس إذا طلعت ثم يميلان معها حتى ينكسر الفيء‏.‏ وقال الزجاج‏:‏ سجودهما دوران الظل معهما، كما قال تعالى: ‏{‏يتفيأ ظلاله‏}‏ [النحل‏:‏ 48‏]‏‏.‏ وقال الحسن ومجاهد‏:‏ النجم نجم السماء، وسجوده في قول مجاهد دوران ظله، وهو اختيار الطبري، حكاه المهدوي‏.‏ وقيل‏:‏ سجود النجم أفوله، وسجود الشجر إمكان الاجتناء لثمرها، حكاه الماوردي‏.‏ وقيل‏:‏ إن جميع ذلك مسخر لله، فلا تعبدوا النجم كما عبد قوم من الصابئين النجوم، وعبد كثير من العجم الشجر‏.‏ والسجود الخضوع، والمعني به آثار الحدوث، حكاه القشيري‏.‏ النحاس‏:‏ أصل السجود في اللغة الاستسلام والانقياد لله عز وجل، فهو من الموات كلها استسلامها لأمر الله عز وجل وانقيادها له، ومن الحيوان كذلك ويكون من سجود الصلاة، وأنشد محمد بن يزيد في النجم بمعنى النجوم قال‏:‏ فباتت تعد النجم في مستحيرة ** سريع بأيدي الآكلين جمودها {‏والسماءَ رفعها‏}‏ وقرأ أبو السمال ‏{‏والسماءُ‏}‏ بالرفع على الابتداء واختيار ذلك لما عطف على الجملة التي هي ‏{‏والنجم والشجر يسجدان‏}‏ فجعل المعطوف مركبا من مبتدأ وخبر كالمعطوف عليه‏.‏ الباقون بالنصب على إضمار فعل يدل عليه ما بعده‏.‏ ‏{‏ووضع الميزان‏}‏ أي العدل، عن مجاهد وقتادة والسدي، أي وضع في الأرض العدل الذي أمر به، يقال‏:‏ وضع الله الشريعة‏.‏ ووضع فلان كذا أي ألقاه، وقيل‏:‏ على هذا الميزان القرآن، لأن فيه بيان ما يحتاج إليه وهو قول الحسين بن الفضل‏.‏ وقال الحسن وقتادة - أيضا - والضحاك‏:‏ هو الميزان ذو اللسان الذي يوزن به لينتصف به الناس بعضهم من بعض، وهو خبر بمعنى الأمر بالعدل، يدل عليه قوله تعالى: ‏{‏وأقيموا الوزن بالقسط‏}‏ والقسط العدل‏.‏ وقيل‏:‏ هو الحكم‏.‏ وقيل‏:‏ أراد وضع الميزان في الآخرة لوزن الأعمال‏.‏ وأصل ميزان موزان وقد مضى في الأعراف القول فيه‏.‏ ‏{‏ألا تطغوا في الميزان‏}‏ موضع ‏{‏أن‏}‏ يجوز أن يكون نصبا على تقدير حذف حرف الجر كأنه قال‏:‏ لئلا تطغوا، كقوله تعالى‏{‏يبين الله لكم أن تضلوا‏}‏ [النساء‏:‏ 176‏]‏‏.‏ ويجوز ألا يكون لـ ‏{‏أن‏}‏ موضع من الإعراب فتكون بمعنى أي و‏{‏تطغوا‏}‏ على هذا التقدير مجزوما، كقوله تعالى:‏{‏وانطلق الملأ منهم أن امشوا‏}‏ [ص‏:‏ 6‏]‏ أي امشوا‏.‏ والطغيان مجاوزة الحد‏.‏ فمن قال‏:‏ الميزان العدل قال طغيانه الجور‏.‏ ومن قال‏:‏ إنه الميزان الذي يوزن به قال طغيانه البخس‏.‏ قال ابن عباس‏:‏ أي لا تخونوا من وزنتم له‏.‏ وعنه أنه قال‏:‏ يا معشر الموالي‏: وليتم أمرين بهما هلك الناس‏:‏ المكيال والميزان‏.‏ ومن قال إنه الحكم قال‏:‏ طغيانه التحريف‏.‏ وقيل‏:‏ فيه إضمار، أي وضع الميزان وأمركم ألا تطغوا فيه‏.‏ ‏{‏وأقيموا الوزن بالقسط‏}‏ أي افعلوه مستقيما بالعدل‏.‏ وقال أبو الدرداء رضي الله عنه‏:‏ أقيموا لسان الميزان بالقسط والعدل‏.‏ وقال ابن عيينة‏:‏ الإقامة باليد والقسط بالقلب‏.‏ وقال مجاهد‏:‏ القسط العدل بالرومية‏.‏ وقيل‏:‏ هو كقولك أقام الصلاة أي أتى بها في وقتها، وأقام الناس أسواقهم أي أتوها لوقتها‏.‏ أي لا تدعوا التعامل بالوزن بالعدل‏.‏ ‏{‏ولا تخسروا الميزان‏}‏ ولا تنقصوا الميزان ولا تبخسوا الكيل والوزن، وهذا كقوله‏: {‏ولا تنقصوا المكيال والميزان‏}‏ [هود‏:‏ 84‏]‏‏.‏ وقال قتادة في هذه الآية‏:‏ اعدل يا ابن آدم كما تحب أن يعدل لك، وأوف كما تحب أن يوفى لك، فإن العدل صلاح الناس‏.‏ وقيل‏:‏ المعنى ولا تخسروا ميزان حسناتكم يوم القيامة فيكون ذلك حسرة عليكم‏.‏ وكرر الميزان لحال رؤوس الآي‏.‏ وقيل‏:‏ التكرير للأمر بإيفاء الوزن ورعاية العدل فيه‏.‏ وقراءة العامة ‏{‏تخسروا‏}‏ بضم التاء وكسر السين‏.‏ وقرأ بلال بن أبي بردة وأبان عن عثمان ‏{‏تخسروا‏}‏ بفتح التاء والسين وهما لغتان، يقال‏:‏ أخسرت الميزان وخسرته كأجبرته وجبرته‏.‏ وقيل‏{‏تخسروا‏}‏ بفتح التاء والسين محمول على تقدير حذف حرف الجر، والمعنى ولا تخسروا في الميزان‏.‏ ‏{‏والأرض وضعها للأنام‏}‏ الأنام الناس، عن ابن عباس‏.‏ الحسن‏:‏ الجن والإنس‏.‏ الضحاك‏:‏ كل ما دب على وجه الأرض، وهذا عام‏.‏ قوله تعالى: ‏{‏فيها فاكهة‏}‏ أي كل ما يتفكه به الإنسان من ألوان الثمار‏.‏ ‏{‏والنخل ذات الأكمام‏}‏ الأكمام جمع كم بالكسر‏.‏ قال الجوهري‏:‏ والكمة بالكسر والكمامة وعاء الطلع وغطاء النور والجمع كمام وأكمة وأكمام والأكاميم أيضا‏.‏ وكم الفصيل إذا أشفق عليه فستر حتى يقوى، قال العجاج‏:‏ بل لو شهدت الناس إذ تُكُمُّوا ** بغمة لو لم تفرج غموا وتكموا أي أغمي عليهم وغطوا‏.‏ وأكمت النخلة وكممت أي أخرجت أكمامها‏.‏ والكمام بالكسر والكمامة أيضا ما يكم به فم البعير لئلا يعض، تقول منه‏:‏ بعير مكموم أي محجوم‏.‏ وكممت الشيء غطيته‏.‏ والكم ما ستر شيئا وغطاه، ومنه كم القميص بالضم والجمع أكمام وكممة، مثل حب وحببة‏.‏ والكمة القلنسوة المدورة، لأنها تغطي الرأس‏.‏ قال‏:‏ فقلت لهم كيلو بكمة بعضكم دراهمكم إني كذلك أكيل قال الحسن‏: {‏ذات الأكمام‏}‏ أي ذات الليف فإن النخلة قد تكمم بالليف، وكمامها ليفها الذي في أعناقها‏.‏ ابن زيد‏:‏ ذات الطلع قبل أن يتفتق‏.‏ وقال عكرمة‏:‏ ذات الأحمال‏.‏ ‏{‏والحب ذو العصف والريحان‏}‏ الحب الحنطة والشعير ونحوهما، والعصف التبن، عن الحسن وغيره‏.‏ مجاهد‏:‏ ورق الشجر والزرع‏.‏ ابن عباس‏:‏ تبن الزرع وورقه الذي تعصفه الرياح‏.‏ سعيد بن جبير‏:‏ بقل الزرع أي أول ما ينبت منه، وقاله الفراء‏.‏ والعرب تقول‏:‏ خرجنا نعصف الزرع إذا قطعوا منه قبل أن يدرك‏.‏ وكذا في الصحاح‏:‏ وعصفت الزرع أي جززته قبل أن يدرك‏.‏ وعن ابن عباس أيضا‏:‏ العصف ورق الزرع الأخضر إذا قطع رؤوسه ويبس، نظيره: ‏{‏فجعلهم كعصف مأكول‏}‏ [الفيل‏:‏5‏]‏‏.‏ الجوهري‏:‏ وقد أعصف الزرع، ومكان معصف أي كثير الزرع‏.‏ قال أبو قيس بن الأسلت الأنصاري‏:‏ إذا جمادى منعت قطرها ** زان جنابي عطن معصف والعصف أيضا الكسب، ومنه قول الراجز‏:‏ بغير ما عصف ولا اصطراف** وكذلك الاعتصاف‏.‏ والعصيفة الورق المجتمع الذي يكون فيه السنبل‏.‏ وقال الهروي‏:‏ والعصف والعصيفة ورق السنبل‏.‏ وحكى الثعلبي‏:‏ وقال ابن السكيت تقول العرب لورق الزرع العصف والعصيفة والجل بكسر الجيم‏.‏ قال علقمة بن عبدة‏:‏ تسقي مذانب قد مالت عصيفتها ** حدورها من أتى الماء مطموم وفي الصحاح‏:‏ والجل بالكسر قصب الزرع إذا حصد‏.‏ والريحان الرزق، عن ابن عباس ومجاهد‏.‏ الضحاك‏:‏ هي لغة حمير‏.‏ وعن ابن عباس أيضا والضحاك وقتادة‏:‏ أنه الريحان الذي يشم، وقاله ابن زيد‏.‏ وعن ابن عباس أيضا‏:‏ أنه خضرة الزرع‏.‏ وقال سعيد بن جبير‏:‏ هو ما قام على ساق‏.‏ وقال الفراء‏:‏ العصف المأكول من الزرع، والريحان ما لا يؤكل‏.‏ وقال الكلبي‏:‏ إن العصف الورق الذي لا يؤكل، والريحان هو الحب المأكول‏.‏ وقيل‏:‏ الريحان كل بقلة طيبة الريح سميت ريحانا، لأن الإنسان يراح لها رائحة طيبة‏.‏ أي يشم فهو فعلان روحان من الرائحة، وأصل الياء في الكلمة واو قلب ياء للفرق بينه وبين الروحاني وهو كل شيء له روح‏.‏ قال ابن الأعرابي‏:‏ يقال شيء روحاني وريحاني أي له روح‏.‏ ويجوز أن يكون على وزن فيعلان فأصله ريوحان فأبدل من الواو ياء وأدغم كهين ولين، ثم ألزم التخفيف لطول ولحاق الزائدتين الألف والنون، والأصل فيما يتركب من الراء والواو والحاء الاهتزاز والحركة‏.‏ وفي الصحاح‏:‏ والريحان نبت معروف، والريحان الرزق، تقول‏:‏ خرجت أبتغي ريحان الله، قال النمر بن تولب‏:‏ سلام الإله وريحانه ** ورحمته وسماء درر وفي الحديث: ‏{‏الولد من ريحان الله‏}‏‏.‏ وقولهم‏:‏ سبحان الله وريحانه، نصبوهما على المصدر يريدون تنزيها له واسترزاقا‏.‏ وأما قوله: ‏{‏والحب ذو العصف والريحان‏}‏ فالعصف ساق الزرع، والريحان ورقه، عن الفراء‏.‏ وقراءة العامة ‏{‏والحب ذو العصف والريحان‏}‏ بالرفع فيها كلها على العطف على الفاكهة‏.‏ ونصبها كلها ابن عامر وأبو حيوة والمغيرة عطفا على الأرض‏.‏ وقيل‏:‏ بإضمار فعل، أي وخلق الحب ذا العصف والريحان، فمن هذا الوجه يحسن الوقف على ‏{‏ذات الأكمام‏}‏‏.‏ وجر حمزة والكسائي ‏{‏الريحان‏}‏ عطفا على العصف، أي فيها الحب ذو العصف والريحان، ولا يمتنع ذلك على قول من جعل الريحان الرزق، فيكون كأنه قال‏:‏ والحب ذو الرزق‏.‏ والرزق من حيث كان العصف رزقا، لأن العصف رزق للبهائم، والريحان رزق للناس، ولا شبهة فيه في قول من قال إنه الريحان المشموم‏.‏ قوله تعالى‏: {‏فبأي آلاء ربكما تكذبان‏}‏ خطاب للإنس والجن، لأن الأنام واقع عليهما‏.‏ وهذا قول الجمهور، يدل عليه حديث جابر المذكور أول السورة، وخرجه الترمذي وفيه: ‏{‏للجن أحسن منكم ردا‏}‏‏.‏ وقيل‏:‏ لما قال‏: {‏خلق الإنسان‏}‏ [الرحمن‏:‏ 3‏]‏ ‏{‏وخلق الجان‏}‏[الرحمن‏:‏ 15‏]‏ دل ذلك على أن ما تقدم وما تأخر لهما‏.‏ وأيضا قال: ‏{‏سنفرغ لكم أيها الثقلان‏}‏ [الرحمن‏:‏ 31‏]‏ خطاب للإنس والجن وقد قال في هذه السورة ‏{‏يا معشر الجن والإنس‏} [‏الرحمن‏:‏ 33‏]‏‏.‏ الجرجاني‏:‏ خاطب الجن مع الإنس وإن لم يتقدم للجن ذكر، كقوله تعالى‏: {‏حتى توارت بالحجاب‏}‏ [ص‏:‏ 32‏]‏‏.‏ وقد سبق ذكر الجن فيما سبق نزوله من القرآن، والقرآن كالسورة الواحدة، فإذا ثبت أنهم مكلفون كالإنس خوطب الجنسان بهذه الآيات‏.‏ وقيل‏:‏ الخطاب للإنس على عادة العرب في الخطاب للواحد بلفظ التثنية، حسب ما تقدم من القول في ‏{‏ألقيا في جهنم‏} [‏ق‏:‏ 24‏]‏‏.‏ وكذلك قوله‏:‏ قفا نبك‏ **‏ وخليلي مرا بي ** فأما ما بعد ‏{‏خلق الإنسان‏} [‏الرحمن‏:‏ 3‏]‏ ‏{‏وخلق الجان‏}‏ [الرحمن‏:‏ 15‏]‏ فإنه خطاب للإنس والجن، والصحيح قول الجمهور لقوله تعالى‏: {‏والأرض وضعها للأنام‏}‏ والآلاء النعم، وهو قول جميع المفسرين، واحدها إِلًى وأَلًى مثل مِعىً وعصًا، وإِلْيٌ وأَلْيٌ أربع لغات حكاها النحاس قال‏:‏ وفي واحد ‏{‏آناء الليل‏}‏ ثلاث تسقط منها المفتوحة الألف المسكنة اللام، وقد مضى في الأعراف والنجم ‏.‏ وقال ابن زيد‏:‏ إنها القدرة، وتقدير الكلام فبأي قدرة ربكما تكذبان، وقاله الكلبي واختاره الترمذي محمد بن علي، وقال‏:‏ هذه السورة من بين السور علم القرآن، والعلم إمام الجند والجند تتبعه، وإنما صارت علما لأنها سورة صفة الملك والقدرة، فقال‏: {‏الرحمن‏.‏ علم القرآن‏}‏ فافتتح السورة باسم الرحمن من بين الأسماء ليعلم العباد أن جميع ما يصفه بعد هذا من أفعاله ومن ملكه وقدرته خرج إليهم من الرحمة العظمى من رحمانيته فقال: ‏{‏الرحمن‏.‏ علم القرآن‏}‏ ثم ذكر الإنسان فقال‏: {‏خلق الإنسان‏}‏ ثم ذكر ما صنع به وما من عليه به، ثم ذكر حسبان الشمس والقمر وسجود الأشياء مما نجم وشجر، وذكر رفع السماء ووضع الميزان وهو العدل، ووضع الأرض للأنام، فخاطب هذبن الثقلين الجن والإنس حين رأوا ما خرج من القدرة والملك برحمانيته التي رحمهم بها من غير منفعة ولا حاجة إلى ذلك، فأشركوا به الأوثان وكل معبود اتخذوه من دونه، وجحدوا الرحمة التي خرجت هذه الأشياء بها إليهم، فقال سائلا لهم‏: {‏فبأي آلاء ربكما تكذبان‏}‏ أي بأي قدرة ربكما تكذبان، فإنما كان تكذيبهم أنهم جعلوا له في هذه الأشياء التي خرجت من ملكه وقدرته شريكا يملك معه يقدر معه، فذلك تكذيبهم‏.‏ ثم ذكر خلق الإنسان من صلصال، وذكر خلق الجان من مارج من نار، ثم سألهم فقال‏: {‏فبأي آلاء ربكما تكذبان‏}‏ أي بأي قدرة ربكما تكذبان، فإن له في كل خلق بعد خلق قدرة بعد قدرة، فالتكرير في هذه الآيات للتأكيد والمبالغة في التقرير، واتخاذ الحجة عليهم بما وقفهم على خلق خلق‏.‏ وقال القتبي‏:‏ إن الله تعالى عدد في هذه السورة نعماءه، وذكر خلقه آلاءه، ثم أتبع كل خلة وصفها ونعمة وضعها بهذه وجعلها فاصلة بين كل نعمتين لينبههم على النعم ويقررهم بها، كما تقول لمن تتابع فيه إحسانك وهو يكفره ومنكره‏:‏ ألم تكن فقيرا فأغنيتك أفتنكر هذا‏؟‏‏!‏ ألم تكن خاملا فعززتك أفتنكر هذا‏؟‏‏!‏ ألم تكن صرورة فحججت بك أفتنكر هذا‏!‏‏؟‏ ألم تكن راجلا فحملتك أفتنكر هذا‏؟‏‏!‏ والتكرير حسن في مثل هذا‏.‏ قال‏:‏ كم نعمة كانت لكم ** كم كم وكم وقال آخر‏:‏ لا تقتلي مسلما إن كنت مسلمة ** إياك من دمه إياك إياك وقال آخر‏:‏ لا تقطعن الصديق ما طرفت ** عيناك من قول كاشح أشر ولا تمـلن مـن زيارته زره ** وزره وزر وزر وزر وقال الحسين بن الفضل‏:‏ التكرير طردا للغفلة، وتأكيدا للحجة‏.

التفسير الميسّر:

فبأي نِعَم ربكما الدينية والدنيوية- يا معشر الجن والإنس- تكذِّبان؟ وما أحسن جواب الجن حين تلا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم هذه السورة، فكلما مر بهذه الآية، قالوا: "ولا بشيء من آلائك ربَّنا نكذب، فلك الحمد"، وهكذا ينبغي للعبد إذا تليت عليه نعم الله وآلاؤه، أن يُقرَّ بها، ويشكر الله ويحمده عليها.

تفسير السعدي

ولما ذكر جملة كثيرة من نعمه التي تشاهد بالأبصار والبصائر، وكان الخطاب للثقلين، الإنس والجن، قررهم تعالى بنعمه، فقال: { فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } أي: فبأي نعم الله الدينية والدنيوية تكذبان؟

وما أحسن جواب الجن حين تلا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم هذه السورة، فما مر بقوله: { فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } إلا قالوا ولا بشيء من آلائك ربنا نكذب، فلك الحمد، فهذا الذي ينبغي للعبد إذا تليت عليه نعم الله وآلاؤه، أن يقر بها ويشكر، ويحمد الله عليها.


تفسير البغوي

( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) أيها الثقلان ، يريد من هذه الأشياء المذكورة . وكرر هذه الآية في هذه السورة تقريرا للنعمة وتأكيدا في التذكير بها على عادة العرب في الإبلاغ والإشباع ، يعدد على الخلق آلاءه ويفصل بين كل نعمتين بما ينبههم عليها ، كقول الرجل لمن أحسن إليه وتابع عليه بالأيادي وهو ينكرها ويكفرها : ألم تكن فقيرا فأغنيتك أفتنكر هذا ؟ ألم تكن عريانا فكسوتك أفتنكر هذا ؟ ألم تك خاملا ؟ فعززتك أفتنكر هذا ؟ ومثل هذا التكرار شائع في كلام العرب حسن تقريرا .

وقيل : خاطب بلفظ التثنية على عادة العرب تخاطب الواحد بلفظ التثنية كقوله تعالى : " ألقيا في جهنم " ( ق - 24 ) .

وروي عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله : قرأ علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سورة الرحمن حتى ختمها ، ثم قال : " ما لي أراكم سكوتا ، للجن [ كانوا ] أحسن منكم ردا ، ما قرأت عليهم هذه الآية مرة " فبأي آلاء ربكما تكذبان " إلا قالوا : ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب ، فلك الحمد " .


الإعراب:

(فَبِأَيِّ) الفاء الفصيحة وبأي متعلقان بتكذبان (آلاءِ) مضاف إليه (رَبِّكُما) مضاف إليه (تُكَذِّبانِ) مضارع مرفوع والألف فاعله والجملة جواب شرط مقدر لا محل لها.

---

Traslation and Transliteration:

Fabiayyi alai rabbikuma tukaththibani

بيانات السورة

اسم السورة سورة الرحمن (Ar-Rahman - The Beneficent)
ترتيبها 55
عدد آياتها 78
عدد كلماتها 352
عدد حروفها 1585
معنى اسمها (الرَّحْمَنُ وَالرَّحِيمُ) اسْمَانِ لِلَّهِ تَعَالَى مُشْتَقَّانِ مِنَ الرَّحْمَةِ عَلَى وَجْهِ المُبَالَغَةِ. وَ(الرَّحْمَنُ) لِجَمِيعِ الْخَلْقِ، وَ(الرَّحِيمُ) خَاصٌّ بِالْمُؤْمِنِينَ
سبب تسميتها حَدِيثُ السُّورَةِ عَنْ رَحْمَةِ اللهِ تَعَالَى بِبَيَانِ نِعَمِهِ عَلَى خَلْقِهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
أسماؤها الأخرى اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (الرَحْمَنِ)، وتُسَمَّى (عَرَوسَ القُرْآنِ)
مقاصدها إِظْهَارُ نِعَمِ اللهِ تَعَالَى عَلَى عِبَادِهِ، وَدَعْوَتُهُمْ إِلَى الاعْتِرَافِ بِهَا؛ بِتَكْرَارِ قَولِهِ تَعَالَى: ﴿فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ (31) مَرَّةً فِي السُّورَةِ
أسباب نزولها سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ تَصِحَّ رِوَايَةٌ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا أَو فِي نُزُولِ بَعْضِ آياتِهَا
فضلها مِن النَّظَائِرِ الَّتِي كَانَ يَقرَأُ بِهَا النَّبِيُّ ﷺ فِي الصَّلَوَاتِ، فَفِي حَدِيثِ ابنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه الطَّوِيْلِ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقْرَأُ النَّظائِرَ، السُّورَتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ، .... (الرَّحمنَ والنَّجمِ) فِي رَكْعَةٍ». (حَدِيثٌ صَحيحٌ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ)
مناسبتها مُنَاسَبَةُ أَوَّلِ سُورَةِ (الرّحْمَنِ) بِآخِرِهَا: الحَدِيثُ عَن اسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ، فَافتُتِحَتْ باسْمِ اللهِ: ﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ ١﴾، وَاختُتِمَتْ بِهِ، فَقَالَ: ﴿تَبَٰرَكَ ٱسۡمُ رَبِّكَ ذِي ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ ٧٨﴾. مُنَاسَبَةُ سُورَةِ (الرَّحْمَنِ) لِمَا قَبلَهَا مِنْ سُورَةِ (الْقَمَرِ): لَمَّا أبْرَزَ قَولَهُ سُبْحَانَهُ: ﴿عِندَ مَلِيكٖ مُّقۡتَدِرِۭ ٥٥﴾ بِصُورَةِ التَّنكِيرِ فكَأَنَّ سَائِلًا قَالَ: مَنِ المُتَّصِفُ بِهَاتَيْنِ الصِّفَتَيْنِ الْجَلِيلَتَيْنِ؟ فَقِيلَ: ﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ ١﴾ ﷻ.
اختر الًجزء:
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
اختر السورة:
1 - ﴿الفاتحة﴾
2 - ﴿البقرة﴾
3 - ﴿آل عمران﴾
4 - ﴿النساء﴾
5 - ﴿المائدة﴾
6 - ﴿الأنعام﴾
7 - ﴿الأعراف﴾
8 - ﴿الأنفال﴾
9 - ﴿التوبة﴾
10 - ﴿يونس﴾
11 - ﴿هود﴾
12 - ﴿يوسف﴾
13 - ﴿الرعد﴾
14 - ﴿إبراهيم﴾
15 - ﴿الحجر﴾
16 - ﴿النحل﴾
17 - ﴿الإسراء﴾
18 - ﴿الكهف﴾
19 - ﴿مريم﴾
20 - ﴿طه﴾
21 - ﴿الأنبياء﴾
22 - ﴿الحج﴾
23 - ﴿المؤمنون﴾
24 - ﴿النور﴾
25 - ﴿الفرقان﴾
26 - ﴿الشعراء﴾
27 - ﴿النمل﴾
28 - ﴿القصص﴾
29 - ﴿العنكبوت﴾
30 - ﴿الروم﴾
31 - ﴿لقمان﴾
32 - ﴿السجدة﴾
33 - ﴿الأحزاب﴾
34 - ﴿سبأ﴾
35 - ﴿فاطر﴾
36 - ﴿يس﴾
37 - ﴿الصافات﴾
38 - ﴿ص﴾
39 - ﴿الزمر﴾
40 - ﴿غافر﴾
41 - ﴿فصلت﴾
42 - ﴿الشورى﴾
43 - ﴿الزخرف﴾
44 - ﴿الدخان﴾
45 - ﴿الجاثية﴾
46 - ﴿الأحقاف﴾
47 - ﴿محمد﴾
48 - ﴿الفتح﴾
49 - ﴿الحجرات﴾
50 - ﴿ق﴾
51 - ﴿الذاريات﴾
52 - ﴿الطور﴾
53 - ﴿النجم﴾
54 - ﴿القمر﴾
55 - ﴿الرحمن﴾
56 - ﴿الواقعة﴾
57 - ﴿الحديد﴾
58 - ﴿المجادلة﴾
59 - ﴿الحشر﴾
60 - ﴿الممتحنة﴾
61 - ﴿الصف﴾
62 - ﴿الجمعة﴾
63 - ﴿المنافقون﴾
64 - ﴿التغابن﴾
65 - ﴿الطلاق﴾
66 - ﴿التحريم﴾
67 - ﴿الملك﴾
68 - ﴿القلم﴾
69 - ﴿الحاقة﴾
70 - ﴿المعارج﴾
71 - ﴿نوح﴾
72 - ﴿الجن﴾
73 - ﴿المزمل﴾
74 - ﴿المدثر﴾
75 - ﴿القيامة﴾
76 - ﴿الإنسان﴾
77 - ﴿المرسلات﴾
78 - ﴿النبأ﴾
79 - ﴿النازعات﴾
80 - ﴿عبس﴾
81 - ﴿التكوير﴾
82 - ﴿الانفطار﴾
83 - ﴿المطففين﴾
84 - ﴿الانشقاق﴾
85 - ﴿البروج﴾
86 - ﴿الطارق﴾
87 - ﴿الأعلى﴾
88 - ﴿الغاشية﴾
89 - ﴿الفجر﴾
90 - ﴿البلد﴾
91 - ﴿الشمس﴾
92 - ﴿الليل﴾
93 - ﴿الضحى﴾
94 - ﴿الشرح﴾
95 - ﴿التين﴾
96 - ﴿العلق﴾
97 - ﴿القدر﴾
98 - ﴿البينة﴾
99 - ﴿الزلزلة﴾
100 - ﴿العاديات﴾
101 - ﴿القارعة﴾
102 - ﴿التكاثر﴾
103 - ﴿العصر﴾
104 - ﴿الهمزة﴾
105 - ﴿الفيل﴾
106 - ﴿قريش﴾
107 - ﴿الماعون﴾
108 - ﴿الكوثر﴾
109 - ﴿الكافرون﴾
110 - ﴿النصر﴾
111 - ﴿المسد﴾
112 - ﴿الإخلاص﴾
113 - ﴿الفلق﴾
114 - ﴿الناس﴾
اختر الًصفحة:
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
62
63
64
65
66
67
68
69
70
71
72
73
74
75
76
77
78
79
80
81
82
83
84
85
86
87
88
89
90
91
92
93
94
95
96
97
98
99
100
101
102
103
104
105
106
107
108
109
110
111
112
113
114
115
116
117
118
119
120
121
122
123
124
125
126
127
128
129
130
131
132
133
134
135
136
137
138
139
140
141
142
143
144
145
146
147
148
149
150
151
152
153
154
155
156
157
158
159
160
161
162
163
164
165
166
167
168
169
170
171
172
173
174
175
176
177
178
179
180
181
182
183
184
185
186
187
188
189
190
191
192
193
194
195
196
197
198
199
200
201
202
203
204
205
206
207
208
209
210
211
212
213
214
215
216
217
218
219
220
221
222
223
224
225
226
227
228
229
230
231
232
233
234
235
236
237
238
239
240
241
242
243
244
245
246
247
248
249
250
251
252
253
254
255
256
257
258
259
260
261
262
263
264
265
266
267
268
269
270
271
272
273
274
275
276
277
278
279
280
281
282
283
284
285
286
287
288
289
290
291
292
293
294
295
296
297
298
299
300
301
302
303
304
305
306
307
308
309
310
311
312
313
314
315
316
317
318
319
320
321
322
323
324
325
326
327
328
329
330
331
332
333
334
335
336
337
338
339
340
341
342
343
344
345
346
347
348
349
350
351
352
353
354
355
356
357
358
359
360
361
362
363
364
365
366
367
368
369
370
371
372
373
374
375
376
377
378
379
380
381
382
383
384
385
386
387
388
389
390
391
392
393
394
395
396
397
398
399
400
401
402
403
404
405
406
407
408
409
410
411
412
413
414
415
416
417
418
419
420
421
422
423
424
425
426
427
428
429
430
431
432
433
434
435
436
437
438
439
440
441
442
443
444
445
446
447
448
449
450
451
452
453
454
455
456
457
458
459
460
461
462
463
464
465
466
467
468
469
470
471
472
473
474
475
476
477
478
479
480
481
482
483
484
485
486
487
488
489
490
491
492
493
494
495
496
497
498
499
500
501
502
503
504
505
506
507
508
509
510
511
512
513
514
515
516
517
518
519
520
521
522
523
524
525
526
527
528
529
530
531
532
533
534
535
536
537
538
539
540
541
542
543
544
545
546
547
548
549
550
551
552
553
554
555
556
557
558
559
560
561
562
563
564
565
566
567
568
569
570
571
572
573
574
575
576
577
578
579
580
581
582
583
584
585
586
587
588
589
590
591
592
593
594
595
596
597
598
599
600
601
602
603
604


Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!