اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[النشأتان الظاهرة والباطنة شاهدتان على النفس المدبرة]
وجعل هذا النور في مشكاة وزجاجة مخافة الهواء أن يجيره ويشتد عليه فيطفيه فكان مشكاته وزجاجته نشأته الظاهرة والباطنة فإنهما من حيث هما عاصمان فإنهما من الذين يُسَبِّحُونَ بحمد الله اللَّيْلَ والنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ وهما اللذان يشهدان على النفس المدبرة إذا أنكرت بين يدي الله فهما أهل عدالة قال تعالى شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وأَبْصارُهُمْ وهما من النشأة الباطنة وجلودهم وهي من النشأة الظاهرة فما من شخص يروم مخالفة حق إلا ونشأتاه تقولان له لا تفعل أيها الملك ولا تحوجنا أن نكون سببا في إهلاكك فإن الله إن استشهدنا شهدنا
أ لا ترى الرسول صلى الله عليه وسلم لما بلغ وأنذر ووعد وأوعد قال لقومه إنكم لتسئلون عني فما أنتم قائلون قالوا نشهد أنك بلغت ونصحت وأديت فقال اللهم اشهد
وقد سأل هود قومه مع شركهم فقال اشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ فاستشهدهم لعلمه أنهم لا بد أن يسألهم ونحن رعيتك ولا حركة لنا إلا بك فلا تحركنا إلا