اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الفتح الإلهي]
ولما كان الفتح الإلهي على نوعين في العالم فتح عن قرع وفتح ابتداء لا عن قرع فأما فتح القرع فيعلم أهل الله بما ذا يفتح فإن القرع هو دليلهم على ما يفتح به وليس مطلوب القوم بالفتوح هذا النوع وإنما مطلوبهم بالفتوح ما يكون ابتداء من غير تعمل لذلك وإن كان يطلبه العمل من العبد الذي هو عليه بحكم التضمن ولكن ما يخطر للعبد العامل ذلك جملة واحدة فيكون الفتح في حقه إذا ورد ابتداء وإذا ورد الفتح على اختلاف ضروبه كما قررناه تعين على هذا العبد إقامة الوزن بالقسط كما أمره الله في قوله وأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ فيقيم الوزن هذا العبد بين حاله الذي هو عليه وبين الفتح فإن كان الفتح مناسبا للحال فهو نتيجة حاله فيقيم عند ذلك وزنا آخر وهو أن ينظر في مقدار الفتح وقوة الحال فإن ساواه فهو نتيجة بلا شك فليحذر هذا العبد مكر الله في هذا الفتح فإنه نتيجة في غير موطنها فربما عجلت له عطيته وانقلب إلى الدار الآخرة صفر اليدين فإن كان الفتح مما يعطي أدبا وترقيا فليس بمكر بل هو عناية من الله تعالى بهذا العبد حيث زاده فتحا يؤديه إلى زيادة خير عند الله تعالى وإن أقام الوزن بين مقدار الفتح وقوة الحال ورأى الفتح فو