اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أعلى صور الحياء الذي يدرك الموحد في توحيده]
وصورة الحياء الذي يدرك الموحد في توحيده ويزيل الأذى من طريق الخلق تلفظه بنفي الإله قبل وصوله إلى إيجابه إلى من يستحقه وهو قوله لا إله والنفي عدم فوقع الحياء من العبد المؤمن حيث بدأ بالعدم وهو عينه لأن المحدث نعته تقدم حال العدم عليه ثم استفاد الوجود الذي هو بمنزلة الإيجاب لما وقع عليه النفي ولم يتمكن للمحدث أن يقول إلا هذا لأنه لا يصح العدم بعد الوجود ولا النفي بعد الإثبات فإنه لو تجلى له الحق ابتداء لم ينفه في الشريك لأنه كان يراه عينه لو كان له وجود وإن لم يكن له وجود فيكون نظر الموحد عند وقوعه على وجود الحق لا يتمكن أن يرى مع هذا الوجود عدما فكان لا يتلفظ بكلمة التوحيد أبدا ولا يرى نفسه أبدا فمن رحمة الله تعالى بالإنسان أنه أشهده أولا نفسه فرأى في نفسه قوى ينبغي أن لا تكون إلا لمن هو إله فلما حقق النظر بعقله ونظر إلى العوارض الطارئة عليه بغير إرادته ومخالفة أغراضه ووجد الافتقار في نفسه علم قطعا إن عين وجوده شبهة وأن هذه الصفات لا ينبغي أن تكون لمن هو إله فنفى تلك الألوهة التي قامت له من نفسه فقال لا إله ثم إنه لما أمعن النظر وجد نفسه قائما بغيره غير مستقل في وجوده فأوجب فقال عند