اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الراحة المطلقة والرحمة المطلقة في أهل الجنة وفي أهل النار]
واعلم أن الراحة والرحمة مطلقة في الجنة كلها وإن كانت الرحمة ليست بأمر وجودي وإنما هي عبارة عن الأمر الذي يلتذ ويتنعم به المرحوم وذلك هو الأمر الوجودي فكل من في الجنة متنعم وكل ما فيها نعيم فحركتهم ما فيها نصب وأعمالهم ما فيها لغوب إلا راحة النوم ما عندهم لأنهم ما ينامون فما عندهم من نعيم النوم شيء ونعيم النوم هو الذي يتنعم به أهل النار خاصة فراحة النوم محلها جهنم ومن رحمة الله بأهل النار في أيام عذابهم خمود النار عنهم ثم تسعر بعد ذلك عليهم فيخف عنهم بذلك من آلام العذاب على قدر ما خبت النار قال تعالى كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً وهذا يدلك أن النار محسوسة بلا شك فإن النار ما تتصف بهذا الوصف إلا من كون قيامها بالأجسام لأن حقيقة النار لا تقبل هذا الوصف من حيث ذاتها ولا الزيادة ولا النقص وإنما هو الجسم المحرق بالنار هو الذي يسجر بالنارية وإن حملنا هذه الآية على الوجه الآخر قلنا قوله تعالى كُلَّما خَبَتْ يعني النار المسلطة على أجسامهم زِدْناهُمْ يعني المعذبين سَعِيراً فإنه لم يقل زدناها ومعنى ذلك أن العذاب ينقلب إلى بواطنهم وهو أشد العذاب الحسي يشغلهم عن العذاب المعنوي فإذا خبت ال