اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[العطاء إما واجب وإما امتنان]
والعطاء منه واجب ومنه امتنان فإعطاء الحق العالم الوجود امتنان وإعطاء كل موجود من العالم خلقه واجب وهو قوله أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ يعني في نفس الأمر ثُمَّ هَدى بين بالتعريف أنه أعطى كل شيء خلقه والجود والإنعام والكرم الذاتي أوجب هذا العطاء عليه لما قال كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ فأوجبها للعالم على نفسه ولكن لا كل العالم بل لعالم مخصوص وهو المنعوت في قوله تعالى أَنَّهُ من عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ من بَعْدِهِ وأَصْلَحَ وفي قوله فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ والَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ وما عدا هؤلاء المنعوتين فإن الله يرحمهم برحمة الامتنان من غير وجود نعت وهي الرحمة التي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ وفيها يطمع إبليس مع كونه يعلم أنه من أهل النار الذين هم أهلها فلا يخرج منها بل الله يرحمها ويرحم من فيها بوجه دقيق لا يشعر به إلا جهنم ومن فيها بإنعام يليق بذلك الموطن ومزاج يكون أهله عليه بحيث إنهم لو عرضت عليهم الجنة تألموا بالنظر إليها تألم أهل الجنة لو