اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الدعاء نداء وهو تأيه بالله]
فاعلم إن الله أخبر أنه يجيب دعوة الداع إذا دعاه وما دعاؤه إياه إلا عين قوله حين يناديه باسم من أسمائه فيقول يا الله أو يا رب أو رب أو يا ذا المجد والكرم وما أشبه ذلك فالدعاء نداء وهو تأيه بالله فإجابة هذا القدر الذي هو الدعوة وبها سمي داعيا أن يلبيه الحق فيقول لبيك فهذا لا بد منه من الله في حق كل سائل ثم ما يأتي بعد هذا النداء فهو خارج عن الدعاء وقد وقعت الإجابة كما قال فيوصل بعد النداء من الحوائج ما قام في خاطره مما شاءه فلم يضمن في هذا الذكر إجابته فيما سأل فيه ودعاه من أجله فهو إن شاء قضى حاجته وإن شاء لم يفعل ولهذا ما كل مسئول فيه يقضيه الله لعبده وذلك رحمة به فإنه قد يسأل فيما لا خير له فيه فلو ضمن الإجابة في ذلك لوقع ويكون فيه هلاكه في دينه وآخرته وربما في دنياه من حيث لا يشعر فمن كرمه أنه ما ضمن الإجابة فيما يسأل فيه وإنما ضمن الإجابة في الدعاء خاصة كما بيناه وهذا غاية الكرم من السيد في حق عبده حيث أبقى عليهم ثم إن هذا الذكر إذا أنتج له سماع الإجابة الإلهية فإنه لا بد لصاحب هذا الذكر أن يسمع الإجابة ولكن ذوقهم في السماع مختلف فقد يكون إسماع واحد غير إسماع الآخر ولكن لا بد من