اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة منزل الأمة البهيمية والإحصاء والثلاثة الأسرار العلوية وتقدم المتأخر وتأخر المتقدم من الحضرة الإلهية
أرواحها حكم فيها ذلك التجلي حكمه في الجبل فبعد إن كان قائما بتدبير الجسد زال عن قيامه فظهر حكم الصعق في جسد موسى وما هو إلا إزالة قيام المدبر له خاصة كما زال الجبل عن وتديته فثبت في نفسه ولم يثبت غيره فإن الجبل ما وضعه الله إلا ليسكن به ميد الأرض فزال حكمه إذا زالت جبليته كما زال تدبير الروح لجسد صاحب الصعق إذ زال قيامه به فأفاق موسى بعد صعقه ولم يرجع الجبل إلى وتديته لأنه لم يكن هناك من يطلبه لوجود العوض هو غيره من الجبال وهذا الجسد الخاص ما له مدبر مخلوق سوى هذا الروح فطلب الجسم من الله بالحال مدبره فرده الله إليه فأفاق فالنشأة الطبيعية تحفظ التدبير على روحها المدبر لها لأنها لا غنى لها عن مدبر يدبرها والأرض لا تحفظ وتدية جبل عليه معين لاستغنائها عنه بأمثاله لكن لا غنى لها عن المجموع إذا طلب السكون فهذا سبب علة إفاقة موسى وعدم رجوع الوتدية للجبل فالجبال مخلوقة بالأصالة صفة الرحمة واللطف والتنزل فظهرت ابتداء بصورة القهر حيث سكنت ميد الأرض فكانت رحمتها في القهر فلا تعرف التواضع فإنها ما كانت أرضا ثم صارت جبالا فأول جبل أنزله الله عن قهره وجبروته بالحجاب الذي كان الحق احتجب عنه حجاب