اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
«وصل إشارة وتنبيه»
اعلم أن كل متلفظ من الناس بحديث فإنه لا يتلفظ به حتى تخيله في نفسه ويقيمه صورة يعبر عنها لا بد له من ذلك ولما كان الخيال لا يراد لنفسه وإنما يراد لبروزه إلى الوجود الحسي في عينه أي يظهر حكمه في الحس فإن المتخيل قد يكون مرتبة وقد يكون ما يقبل الصورة الوجودية كمن يتخيل أن يكون له ولد فيولد له ولد فيظهر في عينه شخصا قائما مثله وقد يتخيل أن يكون ملكا وهي رتبة فيكون ملكا ولا عين للمملكة في الوجود وإنما هي نسبة وإذا كان هذا وكان ما يتخيل يعبر كالرؤيا كذلك يعبر كل كلام ويتأول فما في الكون كلام لا يتأول ولذلك قال ولِنُعَلِّمَهُ من تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ وكل كلام فإنه حادث عند السامع فمن التأويل ما يكون إصابة لما أراده المتكلم بحديثه ومن التأويل ما يكون خطأ عن مراد المتكلم وإن كان التأويل إصابة في كل وجه سواء أخطأ مراد المتكلم أو أصاب فما من أمر لا وهو يقبل التعبير عنه ولا يلزم في ذلك فهم السامع الذي لا يفهم ذلك الاصطلاح ولا تلك العبارة فإن علوم الأذواق والكيفيات وإن قبلت لانتقال ولكن لما كان القول بها والعبارة عنها لإفهام السامع لذلك قالوا ما ينقال ولا يلزم ما لا يفهم السامع المدرك له أن ل