اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
«الوصل السادس عشر» من خزائن الجود
اعلم أن الله تعالى ما خلق شيئا من الكون إلا حيا ناطقا جمادا كان أو نباتا أو حيوانا في العالم الأعلى والأسفل مصداق ذلك قوله تعالى وإِنْ من شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ولكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً فلم يعجل عليكم بالعقوبة غَفُوراً ساترا تسبيحهم عن سمعكم فكل شيء في عالم الطبيعة جسم متغذ حساس فهو حيوان ناطق بين جلي وخفي في كل فصل فصل من فصول هذا الحد فكل ما نقص منه في حد محدود فذلك النقص هو ما خفي منه في حق بعض الناس وما ظهر منه فهو الجلي ولذلك اختلفت الحدود في الجماد والنبات والحيوان والإنسان والكل عند أهل الكشف حيوان ناطق مسبح بحمد الله تعالى ولما كان الأمر هكذا جاز بل وقع وصح أن يخاطب الحق جميع الموجودات ويوحي إليها من سماء وأرض وجبال وشجر وغير ذلك من الموجودات ووصفها بالطاعة لما أمرها به وبالإباءة لقبول عرضه وأسجد له كل شيء لأنه تجلى لكل شيء وأوحى إلى كل شيء بما خاطب ذلك الشيء به فقال للسماء والأرض ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ ف أَوْحى في كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها والأرض كذلك أوحى لها وأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ و