اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
«الوصل الرابع عشر» من خزائن الجود
يقرع الأسماع ويعطي الاستمتاع ويجمع بين القاع واليفاع لما كان المقصود من العالم الإنسان الكامل كان من العالم أيضا الإنسان الحيوان المشبه للكامل في النشأة الطبيعية وكانت الحقائق التي جمعها الإنسان متبددة في العالم فناداها الحق من جميع العالم فاجتمعت فكان من جمعيتها الإنسان فهو خزانتها فوجوه العالم مصروفة إلى هذه الخزانة الإنسانية لترى ما ظهر عن نداء الحق بجميع هذه الحقائق فرأت صورة منتصبة القامة مستقيمة الحركة معينة الجهات وما رأى أحد من العالم مثل هذه الصورة الإنسانية ومن ذلك الوقت تصورت الأرواح النارية والملائكة في صورة الإنسان وهو قوله تعالى فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا وقول رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا
فإن الأرواح لا تتشكل إلا فيما تعلمه من الصور ولا تعلم شيئا منها إلا بالشهود فكانت الأرواح تتصور في كل صورة في العالم إلا في صورة الإنسان قبل خلق الإنسان فإن الأرواح وإن كان لها التصور فما لها القوة المصورة كما للإنسان فإن القوة المصورة تابعة للفكرة التي هي صفة للقوة المفكرة فالتصور للأرواح من صفات ذات الأرواح النفسية لا المعنوية لا لق