اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة منزل ذهاب المركبات عند السبك إلى البسائط وهو من الحضرة المحمدية
هي والأنفال سورة واحدة قسمها الحق على فصلين فإن فصلها وحكم بالفصل فقد سماها سورة التوبة أي سورة الرجعة الإلهية بالرحمة على من غضب عليه من العباد فما هو غضب أبد لكنه غضب أمد والله هو التواب فما قرن بالتواب إلا الرحيم ليئول المغضوب عليه إلى الرحمة أو الحكيم لضرب المدة في الغضب وحكمها فيه إلى أجل فيرجع عليه بعد انقضاء المدة بالرحمة فانظر إلى الاسم الذي نعت به التواب تجد حكمه كما ذكرناه والقرآن جامع لذكر من رضي عنه وغضب عليه وتتويج منازله بالرحمن الرحيم والحكم للتتويج فإن به يقع القبول وبه يعلم أنه من عند الله هذا إخبار الوارد لنا ونحن نشهد ونسمع ونعقل لله الحمد والمنة على ذلك وو الله ما قلت ولا حكمت إلا عن نفث في روع من روح إلهي قدسي علمه الباطن حين احتجب عن الظاهر للفرق بين الولاية والرسالة والولاية لها الأولية ثم تنصحب وتثبت ولا تزول ومن درجاتها النبوة والرسالة فينا لها بعض الناس ويصلون إليها وبعض الناس لا يصل إليها وأما اليوم فلا يصل إلى درجة النبوة نبوة التشريع أحد لأن بابها مغلق والولاية لا ترتفع دنيا ولا آخرة فللولاية حكم الأول والآخر والظاهر والباطن بنبوة عامة وخاصة وبغير نبوة