اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[من عمى عن نفسه]
فاعلم أنه ما عرف نفسه ولا شاهدها ولا أحس بآثار الحق فيه ومن عمي عن نفسه التي هي أقرب إليه فهو على الحقيقة عن غيره أعمى وأضل سبيلا قال تعالى ومن كانَ في هذِهِ أَعْمى يعني في الدنيا وسماها دنيا لأنها أقرب إلينا من الآخرة قال تعالى إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا يريد القريبة وهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى يعني البعيدة فَهُوَ في الْآخِرَةِ أَعْمى وأَضَلُّ سَبِيلًا ثم لتعلم أنك من جملة أسمائه بل من أكملها اسما حتى إن بعض الشيوخ وهو أبو يزيد البسطامي سأله بعض الناس عن اسم الله الأعظم فقال أروني الأصغر حتى أريكم الأعظم أسماء الله كلها عظيمة فاصدق وخذ أي اسم إلهي شئت ولقيت الشيخ أبا أحمد بن سيد بون بمرسية وسأله إنسان عن اسم الله الأعظم فرماه بحصاة يشير إليه إنك اسم الله الأعظم وذلك أن الأسماء وضعت للدلالة فقد يمكن فيها الاشتراك وأنت أدل دليل على الله وأكبره فلك إن تسبحه بك فإن قلت وهكذا في جميع الأكوان قلنا نعم إلا إنك أكمل دليل عليه وأعظمه من جميع الأكوان لكونه سبحانه خلقك على صورته وجمع لك بين يديه ولم يقل ذلك عن غيرك من الموجودات فإن قلت فقد وصف نفسه بالعظمة قلنا وقد وصفك بالعظ