اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[النكاح المعنوي بين القلم واللوح]
فكان بين القلم واللوح نكاح معنوي معقول وأثر حسي مشهود ومن هنا كان العمل بالحروف المرقومة عندنا وكان ما أودع في اللوح من الأثر مثل الماء الدافق الحاصل في رحم الأنثى وما ظهر من تلك الكتابة من المعاني المودعة في تلك الحروف الجرمية بمنزلة أرواح الأولاد المودعة في أجسامهم فافهم والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ وجعل الحق في هذا اللوح العاقل عن الله ما أوحى به إليه المسبح بحمده الذي لا يفقه تسبيحه إلا من أعلمه الله به وفتح سمعه لما يورده كما فتح سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن حضر من أصحابه لإدراك تسبيح الحصى في كفه الطاهرة الطيبة صلى الله عليه وسلم وإنما قلنا فتح سمعه إذ كان الحصى ما زال مذ خلقه الله مسبحا بحمد موجدة فكان خرق العادة في الإدراك السمعي لا فيه ثم أوجد فيه صفتين صفة علم وصفة عمل فبصفة العمل تظهر صور العالم عنه كما تظهر صورة التابوت للعين عند عمل النجار فبها يعطي