اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[ما المراد بالفناء]
اعلم أن الفناء عند الطائفة يقال بإزاء أمور فمنهم من قال إن الفناء فناء المعاصي ومن قائل الفناء فناء رؤية العبد فعله بقيام الله على ذلك وقال بعضهم الفناء فناء عن الخلق وهو عندهم على طبقات منها الفناء عن الفناء وأوصله بعضهم إلى سبع طبقات فاعلموا أيدنا الله وإياكم بروح القدس أن الفناء لا يكون إلا عن كذا كما إن البقاء لا يكون إلا بكذا ومع كذا فعن للفناء لا بد منه ولا يكون الفناء في هذا الطريق عند الطائفة إلا عن أدنى بأعلى وأما الفناء عن الأعلى فليس هو اصطلاح القوم وإن كان يصح لغة
فأما الطبقة الأولى في الفناء فهي إن تفني عن المخالفات
فلا تخطر لك ببال عصمة وحفظا إلهيا ورجال الله هنا على قسمين القسم الواحد رجال لم يقدر عليهم المعاصي فلا يتصرفون إلا في مباح وإن ظهرت منهم المخالفات المسماة بالمعاصي شرعا في الأمة إلا إن الله وفق هؤلاء فكانوا ممن أذنبوا فعلموا إن لهم ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب فقيل لهم على سماع منهم لهذا القول
اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم
وكأهل بدر ففنيت عنهم أحكام المخالفات فما خالفوا فإنهم ما تصرفوا إلا فيما أبيح لهم فإن الغيرة الإلهية تمنع أن ينت