اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
(وصل)
ثم اعلم أن الحركات في النبات على ثلاثة أقسام وأن الرأس من النبات هو الذي يطلب الحركات فحيثما توجه من الجهات نسب إليها فإذا قابل غيرها كان نكسا في حقه ثم اعتبر العلماء الجهات بوجود الإنسان وجعلوا الاستقامة في نشأته وحركته إلى جهة رأسه فسموا حركته مستقيمة وكل نبات إنما يتحرك إلى جهة رأسه فكل حركة تقابل حركة الإنسان على سمتها تسمى منكوسة وذلك حركة الأشجار وإذا كانت الحركة بينهما يقابل المتحرك برأسه الأفق كانت حركته أفقية فالنبات الذي لا حس له وله النمو حركته كلها منكوسة بخلاف شجر الجنة فإن حركة نبات الجنة مستقيمة لظهور حياتها فإنها الدار الحيوان والنبات الذي له حس على قسمين منه ما له الحركة المستقيمة كالإنسان ومنه من له الحركة الأفقية كالحيوان وبينهما وسائط فيكون أول الإنسان وآخر الحيوان فلا يقوي قوة الإنسان ولا يبقى عليه حكم الحيوان كالقرد والنسناس كما بين الحيوان والنبات وسط مثل النخلة كما بين المعدن والنبات وسط مثل الكمأة فحركة النبات منكوسة ومنها مخلقة وغير مخلقة فالمخلقة تسمى شجرا وهو كل نبات قام على ساق وغير المخلقة يسمى نجما وهو كل نبات لم يقم على ساق بل له الطلوع والظهور ع