الرسالة القشيرية
للشيخ عبد الكريم القشيري
1/22
اجتماعه فقواها تمسكه، والذي يؤلفه وقت يفرقه وقت، والذي يقيمه غيره فالضرورة تمسه، والذي الوهم يظفر بِهِ فالتصوير يرتقي إِلَيْهِ، ومن آواه محل أدركه أين ، ومن كَانَ لَهُ جنس طالبه مكيف ، أَنَّهُ سبحانه لا يظله فَوْقَ ، ولا يقله تَحْتَ ، ولا يقابله حد ، ولا يزاحمه عِنْدَ، ولا يأخذه خلف ، ولا يحده أمام ، وَلَمْ يظهره قبل ، وَلَمْ ينفه بَعْد، وَلَمْ يجمعه كُل، وَلَمْ يوجده كَانَ ، وَلَمْ يفقده لَيْسَ، وصفه لا صفة لَهُ ، وفعله لا علة لَهُ، وكونه لا أمد لَهُ، تنزه عَن أحوال خلقه ، لَيْسَ لَهُ من خلقه مزاج ، ولا فِي فعله علاج، باينهم بقدمه كَمَا باينوه بحدوثهم ، إِن قُلْت: مَتَى فَقَدْ سبق الوقت كونه ، وإن قُلْت: هُوَ فالهاء والواو خلقه، وإن قُلْت: أين فَقَدْ تقدم المكان وجوده ، فالحروف آياته ، ووجوده إثباته ، ومعرفته توحيده ، وتوحيده تمييزه من خلقه