الرسالة القشيرية
للشيخ عبد الكريم القشيري
1/40
وَمِنْهُم أَبُو عَلَى الفضيل بْن عياض
خراساني من ناحية مرو وقيل: إنه ولد بسمرقند ونشأ بأبيورد مَات بمكة فِي المحرم سنة
سبع وثمانين ومائة.
سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن
جَعْفَر قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّهِ العسكري قَالَ: حَدَّثَنَا
ابْن أخي أَبِي ذرعة قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن راهويه قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو عمار عَنِ الفضيل بْن موسي ، قَالَ: كَانَ الفضيل شاطرا يقطع
الطريق بَيْنَ أبيورد وسرخس وَكَانَ سبب توبته أَنَّهُ عشق جارية ، فبينما هُوَ
يرتقى الجدران إِلَيْهَا سمع تاليا يتلو: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ
تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} [الحديد: 16] ، فَقَالَ: يا رب ، قَدْ آن ،
فرجع فآواه الليل إِلَى خربة ، فَإِذَا فِيهَا رفقة ، فَقَالَ بَعْضهم: نرتحل،
وَقَالَ قوم: حَتَّى نصبح ، فَإِن فضيلا عَلَى الطريق يقطع عَلَيْنَا ، فتاب الفضيل
وأمنهم وجاور الحرم حَتَّى مَات.
وَقَالَ الفضيل بْن عياض: إِذَا أحب اللَّه عبدا أَكْثَر غمه، وإذا أبغض عبدا وسع
عَلَيْهِ دنياه.
وَقَالَ ابْن المبارك: إِذَا مَات الفضيل ارتفع الحزن.