الرسالة القشيرية
للشيخ عبد الكريم القشيري
1/39
وسئل ذو النون عَنِ السفلة ، فَقَالَ: من لا
يعرف الطريق إِلَى اللَّه ولا يتعرفه.
سمعت الشيخ أبا عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي رحمه اللَّه يَقُول: سمعت أبا بَكْر
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن شاذان ، يَقُول: سمعت يُوسُف بْن الْحُسَيْن ،
يَقُول: حضرت مجلس ذي النون يوما وجاءه سالم المغربي ، فَقَالَ لَهُ: يا أبا الفيض
، مَا كَانَ سبب توبتك؟ قَالَ: عجب لا تطيقه ، قَالَ: بمعبودك إلا أخبرتني، فَقَالَ
ذو النون: أردت الخروج من مصر إِلَى بَعْض القرى فنمت فِي الطريق فِي بَعْض الصحارى
ففتحت عيني فَإِذَا أنا بقنبرة عمياء سقطت من وكرها عَلَى الأَرْض فانشقت الأَرْض
فخرج منها سكرجتان ، إحداهما ذهب ، والأخرى فضة ، وَفِي إحداهما سمسم ، وَفِي
الأخرى ماء ، فجعلت تأكل من هَذَا وتشرب من هَذَا فَقُلْتُ: حسبي قَدْ تبت ولزمت
الباب إِلَى أَن قبلني اللَّه عَزَّ وَجَلَّ سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول:
سمعت عَلِي بْن عُمَر الحافظ يَقُول: سمعت ابْن رشيق يَقُول: سمعت أبا دجانة
يَقُول: سمعت ذا النون يَقُول: لا تسكن الحكمة معدة ملئت طعاما.
وسئل ذو النون عَنِ التوبة فَقَالَ: توبة العوام تكون من الذنوب وتوبة الخواص تكون
من الغفلة.