الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


خبر إسحاق بن طلحة بن عبيد الله مع خرقة بنت النعمان بن المنذر

روينا من حديث الحميدي قال: حدثنا الحسن بن محمد بن إبراهيم، نبأ محمد بن أحمد بن زيد الأصغر، نبأ علي بن حرملة التميمي قاضي واسط، عن مالك بن معوّل، عن الشعبي، عن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله قال:

دخلت على خرقة بنت النعمان بن المنذر، وقد ترهّبت في دير لها بالحيرة وهي في ثلاثين جارية لم ير مثل حسنهن قط.

قلت: ي خرقة، كيف رأيت في الدنيا غيرات الملك؟ قالت: ما نحن فيه اليوم خير مما كنا أمس.

إنا نجد في الكتب أنه ليس من أهل بيت يعيشون في حبرة إلا سيعقبون بعدها غبرة.

وإن الدهر لم يظهر لقوم بيوم يحبونه إلا بطّن لهم بيوم يكرهونه.

وإن على أبواب السلطان كإخوان الإبل من الفتن، من أصاب من دنياهم شيئا أصابوا من دينه مثليه، وقد قلت في ذلك شيئا، فقلت: ما هو؟ فقالت:

بين نسوس الناس والأمر أمرنا إذا نحن منهم سوقة نتنصّف

فأفّ لدنيا لا يدوم سرورها تقلّب تارات بنا وتصرف

وبه إلى محمد بن جعفر بن سهل قال: نبأ علي بن داود القنطري قال: نبأ يحيى بن بكير، نبأ يعقوب بن عبد الرحمن، عن عمرو بن أبي عمرو، عن مطلب بن عبد الله بن حنطب، عن أبي هريرة قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن داود عليه السلام كان فيه غيرة شديدة، وكان إذ خرج أغلق الأبواب، فأطلعت يوما امرأته إلى الدار فإذا برجل وسط الدار، فقالت: من أين دخل هذا؟ والله لنفضحنّ عند داود. فلما جاء داود قال له: من أنت؟ قال: أن الذي لا يهاب الملوك ولا يمتنع بمنع الحجاب. فقال: والله أنت أمين الله ملك الموت. فقبض روحه في موضعه.

وطلعت عليه الشمس، فأمر سليمان عليه السلام الطير أن تضله بأجنحتها، ففعلت، فأظلمت عليهم الأرض فأمرها أن تقبض جناحا جناحا» .

قال أبو هريرة: يرينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف فعلت الطير؟ قال: «و غابت يومئذ النسور» .


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!